ورحل «عميد المترجمين».. من هو محمد عناني مترجم تراث شكسبير وطه حسين؟

رحل عن عالمنا أمس الثلاثاء، شيخ المترجمين وعميدهم في العالم العربي الدكتور محمد عناني تاركًا وراءه حالة من الحزن الشديد خيمت على قلوب جميع المثقفين ومحبين الوسط الثقافي، عد العلم الغذير الذي تركه طوال حياته.

توفي الدكتور محمد عناني عن عمر يناهز الـ 84 عامًا بعدما ساهم بشكل كبير في ترجمة ونقل تراث شكسبير إلى اللغة العربية، كما ترجم مؤلفات عميد الأدب طه حسين ودواوين ومسرحيات صلاح عبد الصبور وفاروق شوشة إلى اللغة الإنجليزية.

نعي محمد عناني

العديد من الكتاب والمثقفين نعوا شيخ المترجمين محمد عناني، مؤكدين على حزنهم الشديد لفقد أحد رموز الترجمة والنقد الأدبي في العالم العربي، والذي ترك إرثًا ضخمًا داخل المكتبة العربية بترجمة العديد والعديد من الأعمال الهامة.

كان أبرز الناعين لعميد المترجمين، الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، قائلة: «لقد خَسِرت الثقافة المصرية والعربية اليوم قامةً أدبيةً كبيرةً، فقد عشق الكلمة وأبحر في فنونها المختلفة، مثقف موسوعي أثرى الحركة الثقافية المصرية والعربية بأعماله من مترجمات ومؤلفات علمية وأدبية، ورحل شيخ المترجمين وعميدهم تاركًا للمكتبة العربية إرثًا عظيمًا».

كما نعته الدكتورة كرمة سامي رئيس المركز القومي للترجمة، قائلة: «رحل اليوم أيقونة الترجمة في العالم العربي بعد مسيرة حافلة بالعطاء شكلت علامة فارقة في تاريخ الترجمة بمصر والعالم العربي وسيظل كتابه الشهير “فن الترجمة” صاحب فضل لا ينسى على كثير من حديثي العهد بفن الترجمة حيث قدم هذا الكتاب للمترجم المبتدئ الذي يضع قدميه لأول مرة على طريق الترجمة والراحل هو المترجم النموذج والقدوة الذي يجب أن يحتذي به الباحث الأكاديمي».

وأضافت رئيس المركز القومي للترجمة: «ندعو الله أن يلهم أهله وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان وستظل أعماله ومسيرته خالدة وباقية في مسيرة الترجمة في العالم العربي».

عميد المترجمين العرب محمد عناني

من هو محمد عناني؟

شيخ المترجمين الدكتور محمد عناني، ولد في محافظة البحيرة، وعرف عنه غزارة علمه وإجادته الفائقة للغتين الإنجليزية والعربية، حيث أتم حفظ القرآن الكريم منذ طفولته، بالإضافة إلى المعرفة الموسعة في النظريات الفلسفية والفكرية.

وعمل عميد المترجمين، في فترة الستينيات كمراقب للغة الأجنبية في لندن، وذلك خلال دراسته للماجستير والدكتوراه هناك، ثم بعدها إلى مصر في منتصف السبعينات وعمل محاضرًا للغة الإنجليزية في جامعة القاهرة.

وشغل الدكتور محمد عناني، منصب أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، واشتهر بترجمة أعمال شكسبير كاملة، ضمن مشروع طه حسين في الجامعة العربية، بجانب رحلة بارزة في ترجمة أعمال النقد والمسرح.

وترقى عناني إلى درجة أستاذ مساعد في مطلع الثمانينيات، ثم حصل على الأستاذية في العام 1986، وترأس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة بين عامي 1993 و1999.

وانتُخب عناني خبيرا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة العام 1996، وكان المنسق الأكاديمي لبرنامج جامعة القاهرة الخاص بالترجمة الإنجليزية بين عامي 1997 و2009، والذي من خلاله ألَّف أو نقَّح كل ترجمات وكتيبات التدريس الخاصة بالجامعة منذ العام 1997، وانضم أيضا إلى اتحاد كتاب مصر.

عميد المترجمين العرب محمد عناني

مؤلفات محمد عناني

ألف العالم الراحل، أكثر من 130 كتابًا باللغتين العربية والإنجليزية، تتنوّع بين الترجمات المهمة والأعمال الإبداعية، كما قدم عددًا من المسرحيات العربية التي عُرضت في القاهرة والمحافظات المصرية «7 أصلية، و3 معدلة، و3 مترجمة».

وصدرت له مجموعة متنوعة من الترجمات إلى اللغة العربية، أبرزها: 3 نصوص من المسرح الإنجليزي – ريتشارد الثاني – روميو وجولييت – الفردوس المفقود – تاجر البندقية – عيد ميلاد جديد «التلي هييلي» – الملك لير – هنري الثامن – تغطية الإسلام- يوليوس قيصر – حلم ليلة صيف.

عميد المترجمين العرب محمد عناني

جوائز عميد المترجمين

حصل شيخ المترجمين، على العديد من الجوائز أبرزها جائزة الدولة في الترجمة عام 1982، عن ترجمة «الفردوس المفقود» لميلتون، والتي تجمها إلى اللغة العربية، كما فاز بوسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى 1984، وجائزة الأمير تركي بن طلال للتميز في الترجمة إلى الإنجليزية 1998.

وفاز عناني، أيضًا بجائزة الدولة في الآداب العام 1999، وجائزة الأداء المتميز في الكتابة المسرحية من المعهد العالي للمسرح 2000، وجائزة الدولة للتفوق في الآداب 2002، وجائزة الملك عبد الله الدولية في الترجمة 2011، وجائزة منظمة جامعة الدول العربية للعلوم والثقافة في الترجمة إلى الإنجليزية، بغداد 2013، وجائزة رفاعة الطهطاوي في الترجمة إلى العربية، المركز القومي للترجمة 2014.

أضف تعليق