«صندوق الزواج» وضياع المروءة والوفاء

منذ أيام اهتزت الدنيا بسبب إشاعة جديدة ضمن جملة الإشاعات اليومية التى نعانى منها، وكان (صندوق الزواج) هو حديث الساعة، وهاجت “الميديا ” وماجت، عقب نشر “شخص ” يعمل فى مكتب “مأذون ” وهو (صديق صديق لى)، قام من نفسه بنشر قيمة ماليه، وقال إن هذا ما سيتم تحصيله لصالح (الصندوق)، وحدد من نفسه مبلغ 30 ألف جنيه يدفعها المُقبل على الزواج، وقد ألقى الأمن القبض عليه، لكنه فتح ملف فى غايةالأهمية عقب ردود الأفعال المحبطة للناس، تجعلنا نناقش معاً، ما هي فائدة هذاالصندوق؟، ولست هنا بصدد قيمة المبلغ الذي أعلنه نقيب المأذونين أنه لن يتعدى(٥٠٠)جنيه، ولكنى أرد على أزمة أخلاق أصابت المجتمع تجعل من سن القوانين ضرورة!!.. فمن اسم الصندوق يتضح أنه الذي سينفق على (المطلقة وأولادها) عند حدوث أزمات، ولانريد من يقول بتقدروا البلا قبل وقوعه لأن الواقع يفضح نفسه، وقد تغير سلوك الشاب الذي كان ينفق بشهامة و(فنجره) قبل الزواج.. من هدايا للعروس ولأم العروس واخوات العروس، وفى الأعياد والمواسم والمناسبات، ويتباهى فى تقديم هدايا عيد الحب وعيد الغُلب، ثم عندما تطلق زوجته يتركها تتسول على أولاده!!، لذلك عندما تصغُر الرجال عن تحمل المسؤولية، فعلى الدوله أن تتدخل لأنها تتحمل تبعات من تطلق ويتركها طليقها للشارع، فتتجه المرأة إلى الحكومة لتسجل نفسها فى ( تكافل وكرامة)، وهنا تحضرنا قضية فى غاية الخطورة وهى (ضياع المروءة) التي كانت من أخلاق أهل الجاهلية قبل الإسلام، وفقدها اليوم المسلمون، ثم نقول اننا نزوج أولادنا على كتاب الله وسُنة رسوله، و(المروءة ) لا تحتاج إلى دين، لأنها فِطره إنسانيه فَطر الله الناس عليها، كانت فى أهل الكفر قبل الإسلام.. فقد كان حاتم الطائي كافراً ومن أكرم العرب، وكان الوليد بن المغيرة كافراً ومن أصدق العرب، وأبو سفيان بن حرب حين كان كافرً وكان الأشد حياء فى العرب، لذلك قال ” النبي “.. إنما جئت لأتُمم مكارم الأخلاق.. أى أنها كانت موجودة فى الجاهلية!!..

فأي كرامة عند هذا الذي يترك طليقته تتكف الناس على أولاده، وبعد الزواج تبدأ الحروب بين الأهل والأصدقاء، نسايب الأمس،.. لأن المجتمع ألزم نفسه بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، ولأنه زواج على هوى الشيطان وليس على مراد الرحمن، لأن الكثير ينفقون ألاف الجنيهات على الرقص والغناء والمخدرات، ونسوا كلام رسولنا الكريم. أولم ولو بشاة، يعنى أعمل وليمة لتحدث البركة فى الزواج، وأيضاً لا تكلف نفسك، فلو ذبحت شاة ستكفي، ولا تحمل نفسك فوق طاقتها، ولكننا ابتعدنا عن شرع الله، فكانت معيشتنا كماوعدنا ربنا (ضنكا) واتجهنا إلى شرع أم العروسة و أم العريس وأم أربعة وأربعين، ولازم نعمل زى الناس واحنا مش أقل من حد.

يا سادة.. إن (صندوق الزواج) هو وقاية وصيانة للنساء عندما ماتت (المروءة والوفاء) بين الناس وأصبح الطفل يأخذ نفقته من أبيه بالمحكمة!!، ماذا تفعل من تزوجت من رجل تخلى عن كل معانى العدل والحق والإنصاف، ليرميها وولدها فى الشارع غير أن يسن لها قانون يساعدها، يقول للمستهتر ستدفع مبلغ كذا حتى إذا طلقت ستنفق الحكومة على طليقتك وأولادك من مالك!.

اليوم من يشتري شقة يُكتب فى العقد مبلغ مالى.. هو قيمة (الصيانة للمبنى) الذي يسكن فيه، ولذلك وبعد انتشار عدم الوفاء بين الرجال، يجب أن يكون هناك كيان يحفظ حقوق المطلقة.. ومن الحق والعدل أنه كما نحفظ حقوق بناتنا أن نحفظ حقوق بنات الناس.. إذن مطلوب الإنصاف يا أمة الإنصاف.. إن من أخلاق الاسلام ومن أخلاق الرجال ألا نأخذ من أموال النساء شيئاً.. فقال الله تعالى (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21).. سورة النساء.أى إذا أراد أحدكم أن يفارق زوجته، فلا يأخذ من صداقها شيئاً، ولو كان قنطارا من مال.. أما رجال اليوم فيبحث لطليقته عن كل نقيصة، حتى يشهر بها ولا يعطيها حقوقها.. ولأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.. وطالما أن الناس تخاف القانون عن الله، فليتدخل القانون.. ، فليس المنطق شخص يطلق.. والحكومة تدفع.

وإن كنت أري ربط المبلغ الذي سيقدم لصندوق الزواج بحسب حالة يسر الزوج!!.. لأن مبلغ ال (٥٠٠ ) جنيه لايناسب ( زوق ) فئة تُكلف الفرح فوق المليون جنية، مقابل فئات(تزوج بناتها من دعم الجمعيات والمؤسسات والمساجد)، ولذلك يجب أن يكون هناك عدالة فى دفع القيمة المطلوبه، فعائلة كبيرة ومستوى إجتماعى عالي من باب العتاب نقول(عيب ) دفع مبلغ ( ٥٠٠ )جنية، وأن يكون المبلغ مضاعف ولعدة أضعاف لعائله مقتدرة، على سبيل الهدية والتكافل والترابط والإخاء للمجتمع وكما قال الله ( {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى } (المائدة 2 ) وقال ( وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ القصص: 77] فيجب أن نتعاون لرعاية بناتنا المطلقات وأبناءهم، ولذلك عندما بخل الناس.. قال الله لنبيه (﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ﴾[ التوبة: 103].. وهذا أمر من الله لرسوله ودلالة على الأخذ من الغنى للفقير.

أضف تعليق