أعلن نادي الاتفاق عن تمديد عقد مدربه الإنجليزي ستيفن جيرارد لغاية 2027، في خطوة تعكس استراتيجية النادي لبناء مشروع رياضي ناجح، ولا سيما في الفريق الأول لكرة القدم.
ووقع الاتفاق مع جيرارد في يوليو 2023 لمدة عامين، ليتم لاحقاً تمديد عقده لمدة عامين إضافيين، مع إمكانية التجديد في عام 2027. ويأتي هذا القرار في سياق التقدم الكبير الذي يحرزه النادي فيما يتعلق بالأسس العامة والقدرات التقنية، حيث تم اتخاذ خطوات كبيرة لتحقيق النجاح على المدى الطويل وبناء مشروع رياضي مُستدام.
وتزامن وصول جيرارد في الصيف مع تولي سامر المسحل منصبه الجديد كرئيس لنادي الاتفاق، حيث تلاقت رؤيتهما حول مستقبل النادي مع تأكيدهم على ضرورة العمل المشترك لتطوير واقع كرة القدم في النادي.
وتضمنت استراتيجية الاتفاق الجديدة مجموعة من التحسينات الجوهرية، أهمها الإشراف على انتقال الفريق إلى ملعب جديد وتأمين مرافق تدريب حديثة وإنشاء مركز متخصص للتدريب البدني.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال سامر المسحل، رئيس نادي الاتفاق: “ندرك في النادي أهمية الاستقرار، وهو ما نسعى لترسيخه من خلال رغبتنا في مواصلة المشوار برفقة ستيفن جيرارد، إيماناً منا بأن ثمار النجاح لا يمكن حصادها دون صبر وتفانٍ. وأظهرت نجاحات جيرارد إلى جانب صفاته القيادية والتزامه الحقيقي بالمشروع أنه الرجل المناسب لهذه المرحلة. ونمضي نحو المستقبل مستمدين قوتنا من تاريخنا العريق وأرثنا الرياضي المجيد، وأعتقد أننا على الطريق الصحيح لإعادة الاتفاق إلى منصات التتويج.
وسنعمل معاً خطوة لضمان حصول جيرارد على الوقت والموارد اللازمة للمضي قدماً في رحلتنا للصعود نحو القمة حيث ننتمي”.
وبدوره قال ستيفن جيرارد: “حمل قرار التجديد الكثير من المشاعر الإيجابية لي ولعائلتي، إذ جاء تتويجاً للعمل الجاد والتفاني الحقيقي الذي أظهره الجميع منذ اليوم الأول.
وأدركنا منذ البداية حجم المسؤولية وكمية التحديات التي تنتظرنا، ما دفعنا للاستثمار في إنشاء بنى تحتية جديدة مثل مرافق جديدة للتدريبات وبناء ملعب جديد. وحققنا تقدماً ملحوظاً في هذه المشاريع، نتيجةً للثقة المتبادلة بيني وبين إدارة النادي. كما نتطلع للمستقبل وللعودة إلى منصات التتويج”.
وأضاف المدرب الإنجليزي: “عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، تكون الأولوية دائماً للأهداف قصيرة الأمد. إلا أن الرئيس الجديد يركز على بناء مشروع رياضي طويل الأمد ولدينا توافق كبير على مستوى وجهات النظر. وندرك جميعاً أن النجاح لا يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها، إلا أن سقف طموحاتنا المرتفع سيجعل من رحلتنا نحو القمة حكاية رياضية مُلهمة. ونسعى لبناء فريقٍ تنافسي بثقافةٍ كرويةٍ عالية، لنترك علامةً فارقةً في تاريخ النادي العريق”.
وصرّح أيضاً: “أدرك جيداً التفاصيل المحيطة بمستقبل المدرب، أنه أمر تحدده نتائج الفريق. وأعلم مركزنا في جدول الترتيب، لكنني واثق بأن الأمور ستتحسن. ونحاول في الوقت الراهن اختيار اللاعبين الذين يمكنهم تقديم إضافة للفريق ورفع مستوى التنافسية مع أندية الصدارة. سيحتاج الأمر إلى قليلٍ من الصبر، لذلك علينا بذل المزيد من الجهد داخل وخارج الملعب.”
وحقق الاتفاق تقدماً ملحوظاً تحت قيادة جيرارد، حيث نجح في بناء طاقم فني متميز يضم بعض أبرز الخبرات العالمية، بمن فيهم مارك ألين في منصب المدير الرياضي؛ قادماً من جلاسكو رينجر، وتوماس سبرينج بمنصب رئيس فريق الكشافة؛ قادماً من بورنموث. بينما يضم الكادر الطبي وفريق اللياقة ريتشارد هيغينز بمنصب طبيب الفريق؛ قادماً من شيفيلد وينزداي، وجون هيل بمنصب رئيس العلوم الرياضية، وكارل تود، بمنصب استشاري العلاج الطبيعي، ما يعكس التزام النادي ببناء مشروع رياضي متكامل ومتين. كما يسعى النادي لتعويض رحيل إيان فوستر، مساعد مدرب الفريق الأول لكرة القدم، الذي غادر النادي مؤخراً.
وتحدّث جيرارد عن فترته في المملكة، حيث قال: “قبل أن أتولى هذا الوظيفة، لم أكن قد زرت السعودية من قبل، وتوقعت أن تكون تجربتي هنا إيجابية، إلا أن الواقع كان أفضل بكثير.
وسررت بالترحيب الكبير الذي تلقيته منذ وصولي، حيث أظهرت الجماهير السعودية شغفاً كبيراً بكرة القدم تجاوز كل التوقعات. وتستمتع عائلتي بشكل كامل بهذه التجربة الجديدة، ونحن الآن مستقرون بشكل رائع. كما يسرني تمديد عقدي مع النادي، ونتطلع لحصد ثمار النجاح والعمل الجاد في المستقبل.”
وأضاف: “لم يكن قرار مغادرة أوروبا سهلاً بالنسبة لنا كعائلة، لكننا أردنا خوض تجربةٍ جديدةٍ مليئة بالمغامرة. وتعلمت الكثير حول كيفية التأقلم مع الثقافات واللغات المختلفة وتكوين صداقات جديدة، فضلاً عن مواجهة التحديات غير المألوفة.
وأعتقد أن رحلتي في السعودية ساهمت في تطوري على الصعيد الشخصي والمهني وجعلتني أكثر نضجاً بعض الشيء”.
كما قال: “أدرك أن الطريق أمامي سيكون حافلاً بالتحديات، لكنني عازم على مواجهتها وتقديم أفضل ما بوسعي لهذا النادي الكبير. كما أتطلع لرد الجميل على تجديد عقدي مبكراً، لأنهم لم يكونوا مضطرين لفعل ذلك. ما يؤكد أن جهودنا والتزامنا في تطوير النادي تلقى كل الإشادة والتقدير.”
وأشاد جيرارد بالتطور المذهل الذي يشهده الدوري السعودي من حيث التعاقد مع اللاعبين ودعم الأندية، حيث قال: “يتميز الدوري السعودي بأجوائه التنافسية المذهلة، مع نخبة من أبرز اللاعبين والمدربين المشهورين عالمياً. وندرك جيداً أنه ليس واحداً من الدوريات الخمس الكبرى، ولكن المملكة تسعى جاهدةً لرفع سقف التنافس إلى أعلى المستويات”.
وأضاف: “أظهر القائمون على دوري روشن السعودي التزاماً مذهلاً، حيث يتواجدون لتقديم الدعم على مدار الساعة. ويمكنك الاتصال بهم بشأن أي شيء، سواء كان ذلك يتعلق بما قد يحدث في المباراة، أو للحديث عن قدوم لاعب محتمل، أو ربما لتحسين أحد الجوانب في الفريق، أو حتى لطلب منطقة مخصصة للتدريب، دوماً ما يكونون على الموعد. ويسعدني شخصياً هذا الدعم المميز، لا سيما أن العديد من الأندية تدرك أهمية الحاجة لتطوير البنى التحتية في كرة القدم. ونكرس جهودنا الآن في مرحلة البناء، لكننا جميعاً مصممون على الارتقاء بواقع الأندية والدوري إلى مستويات عالمية رائدة.”
ويستعد نادي الاتفاق لخوض ثلاثة مباريات ودية خلال معسكر الفريق الشتوي في دولة الإمارات، قبل لقاء نادي الخليج في 15 فبراير 2024 ضمن منافسات دوري روشن السعودي للموسم الجاري.