زفير:

هأنذا ألملم شظاياي، لأصنع مكعبات جليدية، ربما تكون لعبة مفضلة، لإنهاء المهزلة، أدس يدي في ذاك الخرق البالي هذا الوسخ العالق بجدارن الروح أنفضه، أنفث غضبي، فينثال الماء العكر على حائط ذاكرة تهاويم أشباه الأشياء أضداد المشاعر، وتجاويف الروح الملأى بثقوب سوداء تنفثها رائحتك!

– أما كان يستر روحك رداء ضمير؟

كيف يا هذا تعريت إلى ذاك الحد؟

كيف يصير نارًا إلى منتهاي ابتداء الرخص من جليد آخر يدرأ رائحة متردية تنبعث منك كل حين، أما من نذير يرفق ويحلق فوق رؤوسنا يعلمنا كيف نواري سوءاتك.

أما من مؤذن يصيح أيتها العير:

فنستخرج من أوعيتك صواع وسوار وبعض أمنيات، والكثير والكثير من ندبات سنين، أما من رسول ينذر أن اللعنة على الكلمات حين تصير سيوفًا لأخيلة مخضبة بدموع ودماء، أما من نبي يجىء الغضب في أعقابه، إذ تولى عنك وتركك تمضغ قصائد العهر بشدقيك أو تتراقص بدوائر تبغك الردىء أمام فريسة أخرى تلدغها بكلمات رقطاء، لتحيا في ظل آخر كأس وآخر رشفة وآخر ليل وآخر عمر.

أضف تعليق