قالت الدكتورة سماهر الخطيب، المتخصصة في العلاقات الدولية والدبلوماسية، إنه في طبيعة الحال ما يجري في سوريا لا يمكن فصله عن ما يجري في المنطقة سواء في فلسطين المحتلة أو في لبنان وليس من باب الصدفة أن تبدأ الفصائل المسلحة تحركاتها مع إعلان وقف إطلاق النار في لبنان والتهديدات التي وجهها رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو للرئيس السوري بشار الأسد ما يعني بأنها تحركت وفق أوامر تلقتها وليس من باب الصدفة هذا من جهة.
وأشارت الخطيب، في تصريح خاص لـ «الأسبوع»، إلى أن المصلحة الإسرائيلية تأتي في إطار تحقيق مكاسب على الأرض السورية فالمصلحة الإسرائيلية لا شك بأنها إضعاف سوريا وقطع طريق الإمداد إلى المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة.
أهداف ورؤية
وأضافت الخطيب، أنه لا شك في وجود المصلحة الأمريكية والتي تقول بإخضاع سوريا وحفظ أمن إسرائيل والسيطرة على مكامن النفط والغاز وطرق الإمداد وهذه المصلحة كانت سبب اندلاع الأزمة عام 2011 لتعود اليوم الولايات المتحدة وفق ما يقال بالسياسة الخارجية الأمريكية «عودة على بدأ» بتغيير الوسائل والأدوات لتحقيق الأهداف نفسها و«الحرب كالحرباء» كما يقول كارل فون كلاوسويتز تتغير باستراتيجياتها وأدواتها لخدمة أهدافها ورؤيتها وهو ما ينطبق حرفياً على السياسة الخارجية الأميركية تجاه الدول التي لا تدور في فضائها.
ونوهت، إلى أن سوريا اليوم تعود من جديد لتتصدر قائمة الصراع الجيوبولتيكي بين الدول التي تسعى لتحقيق نفوذ لها خارج مداها الجغرافي اذا ما نظرنا إلى مواقف الدول أو اللاعبين على الأرض السورية وما هو مغاير عن العام 2011 هو تغير المواقف العربية والإقليمية والدولية من هذه الأزمة ووقوفهم اليوم مع وحدة الأراضي السورية وضرورة الحوار السوري السوري.
استكمال الجريمة
واستطردت: «هنا يمكننا استنتاج لما قلنا سابقا بأن ما يحدث هو استكمال لما بدأته إسرائيل في لبنان باعتبار أن جبهة تحرير الشام أو النصرة وزعيمها الجولاني تعتبر كمنظمة إرهابية، والجولاني مصنف ضمن قوائم الإرهاب وليست معارضة سورية وعليه يمكن تفسير مواقف الدول الإقليمية والغربية الداعمة لموقف الدولة السورية في مواجهة هذه الفصائل الإرهابية المسلحة».
وأكدت، على وجود ضخ إعلامي هائل تقوم به تلك المجموعات لزعزعة الداخل السوري وفق السيناريو عينه الذي قام به كيان الاحتلال الإسرائيلي في لبنان سعيا منه لإثارة حرب اهليه في لبنان تشغل الداخل اللبناني عن الميدان وها هي المجموعات الإرهابية تقوم بالأمر نفسه في الشام..
العمق السوري
وأكملت: «هناك معركة مصيرية ستكون في حمص أو في أدلب أو في الاثنتين معا، الأولى كونها وسط البلاد ووصول الإرهاب إليها يعني وصوله إلى لبنان والعمق السوري وإلى العراق وكذلك إلى القاعدة الروسية في طرطوس، والثانية اي أدلب كونها معقل الإرهابيين الذين انتهكوا اتفاق خفض التصعيد الموقع عام 2020».
واختتمت، «تتبلور نتائج لقاء الدوحة على الأرض يبقى التريث والأنتظار إلى ما ستؤول إليه الأمور هو سيد الموقف، فنحن أمام خيارين إما تسوية سياسية بتوافق دولي وتحديدا تركيا تقطع علاقتها بهذه المجموعات أو نحن أمام خيار عسكري بضرب الإرهاب بقوة واجتثاثه كونه تهديد للأمن القومي ليس السوري فحسب بل الإقليمي والدولي».