كرة القدم في البرازيل غنية بالتقاليد، وجزء من هذا التقليد يتضمن العديد من القصص الغريبة على المجتمع العربي بشكل عام، وهي تعد معتقدات لديهم يؤمنون بها والبعض يكاد أن يقدسها من أجل تحقيق الانتصار.
وتعتبر أغلب الأندية البرازيلية لديها قصص واساطير مختلفة يؤمنون بها في كرة القدم، وهي دافع كبير للبعض من أجل تحقيق الفوز بل قد تكون هو أهم عامل لديهم في كل مباراة.
ويعد نادي بوتافوجو البرازيلي أحد الأندية الذي لديه «خرافات» ويستخدم «السحر» ويؤمن به ويعتقد أنه أحد عوامل الفوز في المباريات.
ويكشف «الأسبوع» معلومات وقصص جديدة حول معتقدات واستخدام السحر في المباريات..
توظيف كاهن في الجهاز الفني
إحدى القصص التي تتعلق بنادي بوتافوجو البرازيلي، أحد عمالقة ريو دي جانيرو الأربعة، في أمريكا اللاتينية، حيث تسير كرة القدم والخرافات جنباً إلى جنب، ولكن لا يوجد مكان أكثر رسوخاً من ذلك في البرازيل.
إلى جانب أخصائيي العلاج الطبيعي والمدربين والمحللين في الجهاز الفني للفريق، توظف العديد من الأندية في البلاد أيضًا كهنة وروحانيين، وخاصة أولئك الذين لديهم خبرة جيدة في طقوس «كوندومبلي» وهو مزيج من المسيحية والمعتقدات الأفريقية.
«جارينشا» وتكرار أحداث اليوم في الفوز
من بين الأندية العديدة التي تؤمن بالخرافات في البرازيل، يتمتع بوتافوجو بسمعة كونه الأكثر إيمانًا بالخرافات.
هذا النادي ذو اللونين الأبيض والأسود، حيث لعب الأسطوري جارينشا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، يضم بطولتين برازيليتين و21 لقبًا في ولاية ريو دي جانيرو. أحد هذه الألقاب، بطولة كاريوكا عام 1948، تم الفوز بها تحت رئاسة الشخصية الأكثر إيمانًا بالخرافات في تاريخ كرة القدم البرازيلية، كارليتو روشا.
كارليتو روشا، المولود عام 1891، كان لاعباً لبوتافوجو وفاز ببطولة ولاية ريو دي جانيرو عام 1912، وكرر هذا الإنجاز كمدرب عام 1935 وأضاف لقبه الثالث كرئيس للنادي بين عامي 1948 و1951.
ومع ذلك، لم تكن إنجازات روشا الكروية فقط هي التي كانت ملحوظة، بل خرافاته المتطرفة كانت قاعدته الأساسية هي أنه إذا فاز بوتافوجو بمباراة، فيجب تكرار كل شيء من ذلك اليوم قبل المباراة التالية. في حين أن هذا النوع من الخرافات شائع في أماكن أخرى، فقد أخذته روشا إلى مستوى آخر مع العديد من العادات الغريبة الأخرى.
كيلو سكر كل مباراة
وكانت إحدى طقوس كارليتو روشا رئيس نادي بوتافوجو الأكثر غرابة هي إحضار كيلوغرام من السكر إلى كل مباراة خارج ملعبه ثم دهنه على جدران الملعب.
رئيس النادي وإعداد الطعام للاعبين
كما قام كارليتو روشا رئيس نادي بوتافوجو بنفسه بإعداد الطعام للاعبين، حيث مسح بيديه على شعر أقرب لاعب بعد الطهي.
في إحدى المرات، عندما دخلت حافلة الفريق بطريق الخطأ في شارع ذو اتجاه واحد، رفض السماح للسائق بالعودة إلى الخلف، وأصر على أن يسير اللاعبون إلى ملعب ماراكانا بدلاً من ذلك.
قصة الكلب في فوز بوتافوجو
الأكثر غرابة كانت قصة كلب يدعى بيريبا، وهو كلب أبيض وأسود يعتقد روشا أنه جلب الحظ السعيد للفريق.
أصبح بيريبا تميمة بوتافوجو واللاعب رقم 12 غير الرسمي بعد أن ركض بطريق الخطأ إلى الملعب خلال مباراة احتياطية وقام بتشتيت حارس مرمى الخصم، مما أدى إلى تسجيل هدف لبوتافوجو الذي سمح به الحكم بشكل مفاجئ.
أصر روشا على أن يكون بيريبا حاضراً في كل مباراة، وأحياناً يطلق الكلب على أرض الملعب في لحظات حرجة عندما كان الفريق يعاني.
وتُرك اللاعبون والحكام المنافسون لمطاردة الكلب بينما اكتسب بوتافوجو ميزة نفسية كبيرة في تحقيق الفوز.
لم تكن بيريبا مجرد جالبة للحظ، حصل على مكافآت مقابل الانتصارات مثل لاعبي الفريق الأول وحتى أفضل اللحوم فقط خوفًا من أن يسمم المنافسون الكلب المحظوظ، طلب روشا من حارس النادي تذوق طعام بيريبا قبل تقديمه للكلب.
التبول على سائق حافلة نادي بوتافوجو
وفي إحدى المناسبات، عندما تبول بيريبا على ساق أحد اللاعبين قبل مباراة فاز فيها بوتافوجو، أصر روشا على أن يكرر الكلب هذه الطقوس قبل كل مباراة.
يبدو أن كل هذه الخرافات أتت بثمارها، حيث فاز بوتافوجو ببطولة ريو دي جانيرو عام 1948، منهياً بذلك صياماً دام 13 عاماً عن اللقب.
أكسب كارليتو روشا وبيريبا بوتافوجو سمعة كونه النادي الأكثر إيمانًا بالخرافات في البرازيل، وهو إرث لا يزال قائمًا حتى يومنا هذا.
الأسطوره ديدي والسير عارياً
في عام 1957، تعهد لاعب خط الوسط الأسطوري ديدي، الذي أصبح فيما بعد فائزاً بكأس العالم مرتين مع البرازيل، علناً بالسير من ملعب ماراكانا إلى مقر نادي بوتافوجو مرتدياً قميصه فقط إذا فاز الفريق بالبطولة.
وانتصر بوتافوجو 6-2 في المباراة النهائية أمام فلومينينسي أمام 99465 متفرجا، ووفى ديدي بعهده برفقة نحو 5000 مشجع جردوه من جميع معداته باستثناء ملابسه الداخلية خلال رحلة الـ10 كيلومترات.
سر رقم 7 في خسارة بوتافوجو
تمتد سمعة بوتافوجو الخرافية إلى القرن الحادي والعشرين. في 29 أبريل 2001، تعرضوا للإهانة أمام منافسهم في المدينة فاسكو دا جاما، وخسروا 7-0.
لم تكن هذه النتيجة جديرة بالملاحظة بشكل خاص لولا حقيقة أن آخر مرة استقبلت فيها شباك بوتافوجو سبعة أهداف قبل سبع سنوات بالضبط، في 29 أبريل 1994.
وفي كلتا المباراتين، سجل الهدف السابع لاعب يرتدي الرقم سبعة، أشار المشجعون المؤمنون بالخرافات إلى أن الخسارتين حدثتا في اليوم التاسع والعشرين من الشهر، وأن 9 ناقص 2 يساوي سبعة.
وعلق مدرب بوتافوجو آنذاك، دي أرانها، قائلا: “سبعة هو رقم إلهي لأن الله خلق العالم في سبعة أيام، إذا كان يختبرني بهذه الطريقة اليوم، فهذا يعني أنه سيكافئني لاحقًا، فمن تواضع اليوم سيرتفع غدًا!» ولسوء الحظ، لم تتحقق نبوءته، حيث تم طرده بعد 14 يومًا بالضبط من الهزيمة الثقيلة. و14، بالطبع، يساوي سبعة مرتين.