«الجولاني».. فور بدء سريان وقف إطلاق النار بلبنان بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، بدأ فصل جديد من فصول المؤامرة على سوريا إثر شن الفصائل الإرهابية هجوما مباغتا على المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري بحلب، وانتهى باستحواذ الفصائل على المدينة، استتبعها توجه الفصائل إلى حماة، وآلت الأمور إلى إعلان ما يسمى بـ «هيئة تحرير الشام » الإرهابية (جبهة النصرة سابقا) إحكام قبضتها على العاصمة السورية دمشق، وما ترتب عليه من سقوط نظام حكم بشار الأسد إثر مغادرته البلاد لاجئا إلى روسيا.
في هذه الأثناء كان اسم أبو محمد الجولاني زعيم ما يسمى بـ«هيئة تحرير الشام» الإرهابية يتصدر عناوين نشرات الأخبار في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، لاسيما بعد إجرائه حديثا مع شبكة سي إن إن الأمريكية، أظهر بشكل واضح أن هناك ترتيبات ومؤامرة دولية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفتح المجال أمام التنظيمات الإرهابية لإحكام سيطرتها على البلاد، وقد حاول «الجولاني» تجميل صورته أمام المجتمع الدولي بالظهور باسمه الحقيقي أحمد الشرع بدلا من اسمه الحركي المصنف إرهابيا.
الجولاني مصنف إرهابيا
وقال الجولاني، في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي بعد السيطرة على العاصمة، إنه لا مجال للعودة إلى الوراء وأن الهيئة عازمة على مواصلة المسار الذي بدأته في 2011، مصرحا بأن «المستقبل لنا».
وقالت الفصائل الإرهابية إن الجولاني وصل إلى دمشق، بعد ساعات من إعلانها الدخول إلى العاصمة، وسقوط نظام حكم بشار الأسد.
ونشرت الفصائل الإرهابية على قناة تليجرام مقطع فيديو للجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، وهو يركع ويقبّل الأرض في مساحة خضراء يظهر بمحاذاتها طريق رئيسي.
من هو محمد الجولاني زعيم ما يسمى بـ «هيئة تحرير الشام»؟
وبحسب ما هو متوافر من معلومات فقد درس الجولاني واسمه الحقيقي أحمد الشرع، الطب، وقاتل في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي، وقد صنفته الولايات المتحدة الأمريكية شخصا إرهابيا هو الآخر.
-ولد الجولاني في عام 1982، نشأ في حي المزة بدمشق، في كنف عائلة ميسورة وبدأ دراسة الطب.
– نزح جده من الجولان بعد احتلال إسرائيل لجزء كبير من هذه الهضبة السورية عام 1967.
-بدأت أولى علامات التطرف تظهر في حياة الجولاني بعد اعتداءات 11سبتمبر في الولايات المتحدة.
-بدأ بحضور خطب دينية واجتماعات سرية في ضواحي دمشق، بعد الاجتياح الأمريكي للعراق في العام 2003.
-بدأ الجولاني مسيرته مقاتلا في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي ضد القوات الأمريكية في العراق.
-توجه للقتال في البلد المجاور لسوريا حيث انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة أبي مصعب الزرقاوي، قبل أن يسجن لمدة خمس سنوات.
-قطع علاقته بتنظيم القاعدة الرئيسي، وقاد فرع التنظيم في سوريا تحت اسم جبهة النصرة الإرهابية.
-عندما انفصل عن تنظيم القاعدة، قال إنه فعل ذلك لإزالة ذرائع المجتمع الدولي لمهاجمة تنظيمه.
عاد الجولاني إلى سوريا بعد بدء التظاهرات عام 2011، ليؤسس جبهة النصرة التي أصبحت في ما بعد هيئة تحرير الشام. في عام 2013، ورفض التقرب من أبي بكر البغدادي، الزعيم المستقبلي لتنظيم الدولة الإسلامية وفضل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
– صرح في العام 2015 إنه لا ينوي شن هجمات ضد الغرب، كما يفعل تنظيم داعش الإرهابي.
-غير اسم التنظيم من جبهة النصرة الإرهابية إلى «هيئة تحرير الشام» الإرهابية، في أوائل عام 2017.
-في 27 نوفمبر، بدأ الهجوم ضد قوات الجيش السوري وقدم نفسه باسمه الحقيقي أحمد الشرع، بدل اسمه الحركي.
– أكد أن هدفه وفصائل المعارضة إسقاط نظام الأسد.
-تخلى الجولاني تدريجيا عن العمامة التي كانت تميزه خلال بدايات الحرب، ليرتدي بدلا منها زيا عسكريا وأحيانا زيا مدنيا.
– يحاول تغيير صورته عبر إظهار انتقاله من خطاب إسلامي متشدد إلى نهج أكثر اعتدالا.
-يعتبره المتخصص في المجموعات الإسلامية في سوريا توما بييريه إنه متطرف براغماتي.
-يرى أنصاره أنه واقعي، ويقول خصومه إنه انتهازي.