خميس مشيط.. صوت الآلات يسبق «ارحبوا»

بعد أن صافحت الشمس غرة جبين خميس مشيط الشامخ، لوَّح الهندي كومار علي بيديه وسط هدير الآلات عقب اعتمار قبعة بيضاء، طالبًا من زميله الذي يتحكَّم بالرافعة إنزال الحديد في القاعدة، تمهيدًا لصب خرسانة ساعة إلكترونية عملاقة في منشأة ملعب نادي ضمك، على أمل أن ينتهي تجهيزها وتركيبها قبل انطلاق منافسات كأس الملك سلمان للأندية الأبطال، 27 يوليو الجاري.

ولا يبدو أن شيئًا سيعيق استعدادات خميس مشيط، المحافظة الجنوبية، لاستقبال ضيوفها العرب، وأصوات أهلها تصدح بكل وضوح “ارحبوا..”. هذه المدينة التي ينام الغمام في حضنها.. ويبلل المطر جدائلها.. وتتعطر بالعود والعنبر.. ولا تغيب عن المسامع فيها عبارة “اقلطوا على الشحم واللحم”، ستعود إلى واجهة منافسات كرة القدم العربية بعدما وقع اختيار الاتحاد العربي للعبة على ملعب ضمك من أجل احتضان اثنتين من مواجهات كأس الملك سلمان للأندية الأبطال.

ويتزامن هذا الموعد مع مرور عام على استضافة الملعب 11 مباراةً ضمن كأس العرب لمنتخبات الشباب، التي تنقَّلت منافساتها بين مدينتي أبها وخميس مشيط، وانتهت بتتويج المنتخب السعودي باللقب على حساب نظيره المصري.

5 آلاف متفرج

تستوعب مدرَّجات الملعب أكثر من خمسة آلاف متفرج، وتتوزَّع على جهتَي المنصة والواجهة.

ومن بين مرافق الملعب غرفٌ لملابس اللاعبين، وغرفة للحكام، وعيادة طبية، وصالة حديد وأجهزة رياضية.

وعلى مقربةٍ منه، يقع الملعب الرديف، الذي يتم حاليًّا تجهيزه لتحويله من النجيلة الصناعية إلى العشب الطبيعي. ويحتضن الرديف الحصص التدريبية لفريق ضمك الأول لكرة القدم.

وتحتوي المنشأة على مضمار لألعاب القوى، وإلى جواره ملعبان مفتوحان لكرة السلة وكرة اليد والتنس الأرضي.

لماذا سمي ضمك؟

ضمك جبلٌ معروفٌ تاريخيًّا، يقع جنوب غربي مدينة خميس مشيط، وأُطلق اسمه على النادي ليكون نابعًا من البيئة المحلية ومستوحى من طبيعة المنطقة.

قاعة مؤتمرات

المبنى الرئيس، يحتوي على صالة رياضية مغطاة، ومسبح من ست حارات، وغرف لتغيير الملابس، وأخرى للساونا والبخار والجاكوزي.

ويقع داخل المبنى المقرُّ الرئيس لإدارة النادي، وقاعة للمؤتمرات الصحافية، ومركز إعلامي، ومكاتب إدارية.

تقوية الإنارة

وقع اختيار الاتحاد العربي على منشأة ضمك، لتكون مسرحًا لمباراة السد القطري وأهلي طرابلس الليبي، وشباب بلوزداد الجزائري والكويت الكويتي، في 2 و3 أغسطس المقبل.

وقد أعلن الاتحاد أخيرًا، أن المواجهتين ستنطلقان في الـ 04:00 عصرًا، بينما أوردت مصادر خاصة بـ “الرياضية”، أن الاتحاد العربي وعد نادي ضمك بتقوية إنارة الملعب، وبعض مرافقه، لتتوافق مع معايير البطولة قبل انطلاقها، وبما يتيح للمنشأة استضافة مبارياتٍ تحت الأضواء الكاشفة، لكن حتى الآن، وقبل أقل من شهر على انطلاق المنافسة العربية، ما زال العمل قيد التنفيذ. وبين استحقاقَي “عربية الشباب” و”كأس الأبطال”، حصل الملعب على اعتماد رابطة دوري روشن السعودي، وبالفعل، جرت عليه بعض المواجهات بين صاحب الأرض وضيوفه ضمن موسم 2022ـ2023.

أساسي ورديف.. طبيعي 100 %

يعود افتتاح منشأة نادي ضمك إلى أبريل 2017، في إطار مشروع وزارة الرياضة “الهيئة العامة للرياضة آنذاك” لإنشاء مقارَّ نموذجية حديثة لعدد من الأندية في مختلف مناطق السعودية. وافتتح الأمير عبد الله بن مساعد، رئيس الهيئة آنذاك، المنشأة في 11 أبريل من ذلك العام، في عهد رئاسة محمد الغروي للنادي. وتشغل المنشأة مساحة 55 ألف متر مربع على طريق الأمير سلطان بن عبد العزيز في خميس مشيط.

وكان ملعب كرة القدم الرئيس في المنشأة مكسوًّا بنجيلة صناعية، لكنه تحوَّل قبل نحو موسمين إلى العشب الطبيعي، ومنذ ذلك الحين، يخضع لصيانة دورية للحفاظ على أرضيته. وخلال الصيف الجاري، أزالت الشركة المسؤولة عن صيانته، أرضية العشب الطبيعي لزرع بذور صيفية، وتجهيز طبقة جديدة من العشب، استعدادًا لمباراتي البطولة العربية.

حسين.. 30 عاما مع الأحمر

يصف السائق البنجلاديشي حسين علي نادي ضمك بـ “بيته الأول” بعد 30 عامًا من العمل فيه قابلة للزيادة.

ويقود علي الحافلات لنقل فرق النادي، بما في ذلك الفريق الأول لكرة القدم، إلى المطارات، أو إلى المدن القريبة لخوض المنافسات.

كذلك ينقل الأجهزة والمعدات الرياضية الخاصة بالتدريبات.

وأكد لـ “الرياضية” البنجلاديشي معاصرته عديدًا من الإدارات واللاعبين في مختلف الألعاب.

وشدَّد بقوله: “ضمك بيتي الأول، وله في قلبي مكانة خاصة، وأحتفظ بذكريات عدة عنه”.

وتذكَّر علي أول مباراة للفريق الأول لكرة القدم على ملعب المنشأة الجديدة، قبل الصعود إلى دوري المحترفين عام 2019، وقال: “شعوري حينها لا أستطيع وصفه. كان الفريق يلعب مع نجران في دوري الدرجة الأولى، وكان الجمهور حاضرًا بقوة عكس كثير من المباريات التي لعِبها بالمدينة الرياضية في أبها”.

وأضاف السائق: “في هذه اللحظة أحسست بأن تغيّرًا كبيرًا حدث، وأن منظومة النادي باتت تتمتع بالاستقرار”.

السطح.. منصة الجيران

يستطيع خالد آل ملفي اليامي، الذي يسكن في أقرب حي لملعب نادي ضمك، مشاهدة المباريات من سطح المنزل، الذي بات يُغنيه عن الجلوس في المدرَّجات.

ويقول لـ “الرياضية” اليامي: “منذ أن بدؤوا لعب المباريات هنا وأنا وكثير من الجيران نشاهدها من على الأسطح، ونستمتع بذلك، خاصةً أصحاب المنازل المرتفعة الذين تتضح أمامهم الرؤية بشكل أكبر”.

ويشير جار النادي إلى “حيوية كبيرة في الحي” ناجمة عن افتتاح منشأة النادي ثم نقل مباريات الفريق إليها.

ويتابع: “أستمتع أنا وأشقائي بحضور الفعاليات المصاحبة للمباريات”. لكنه يشعر أحيانًا بالانزعاج من أصوات الحضور في المدرَّجات، ويقول: “أصواتهم مرتفعة نوعًا ما، وبالإمكان سماعها بوضوح وأنا داخل المنزلي، وهو ما يشكل مصدرَ إزعاج خفيفًا”.

خميس مشيط.. 
صوت الآلات يسبق «ارحبوا»

خميس مشيط.. 
صوت الآلات يسبق «ارحبوا»

خميس مشيط.. 
صوت الآلات يسبق «ارحبوا»

خميس مشيط.. 
صوت الآلات يسبق «ارحبوا»

خميس مشيط.. 
صوت الآلات يسبق «ارحبوا»

خميس مشيط.. 
صوت الآلات يسبق «ارحبوا»

المصدر arriyadiyah com

أضف تعليق

P