الدكتور محمد ربيع

سعدتُ بمشاركتي، الإثنين الماضي، في حفل جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي، الذي نظمته جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوچيا بأحد فنادق القاهرة، لتكريم الباحثين والمبدعين والمبتكرين من مختلف الجامعات المصرية، بالإضافة إلى دعم الدولة في تشجيع المتميزين وتكريم علماء مصر، تقديرًا لدورهم البارز في خدمة العلم والمجتمع.

وكلمة حق، الدكتور محمد ربيع «رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوچيا»، مثال للرجل العصامي الذي ارتقى بجهده حتى صار رجلًا عظيمًا، اعتمد على نفسه في رفع شأنه بدون مساعدة من أحد، لم يمل يومًا من سقي بذور «الطموح» بداخله، ولم يفتر عن مراعاة أشجار أمله حتى لو كانت صغيرة، ولم يتنازل يومًا عن طموحه مهما بلغ الثمن.. كان يملك هدفًا يسير إليه، ويراهن على «فكرة» تحمل كثيرًا من التغيير.. استطاع أن يطوّع الظروف لهدفه.. بنى نفسه بنفسه، إنه الإنسان الصلب والصدوق في زمنٍ قلّ نظيره.. صاحب علم ومعرفة، حمل الأمانة دون تلكؤ أو تقاعس، إلى أن أصبح أحد رموز التعليم الخاص في مصر، صاحب مشوار كفاح وقصة نجاح حقيقية لمن يبحث عن قدوة حسنة ومثل يحتذى به.. ساهم في تطوير التعليم المصري، وأسس أول جامعة خارج القاهرة الكبرى وهي جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوچيا في مدينة جمصة، بعد نجاحه في مجموعة من المدارس والمعاهد في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.

هو شخص متواضع وبسيط، لا يتصرف إلا على طبيعته، كريم الأخلاق، شق طريقه وحفر الصخر بأظافره، وسلك دروبًا محفوفة بالصعوبات، وتحمَّل في بداية عمله ما لا يتحمله أي إنسان، ولكنه وصل إلى القمة بفضل إرادته الصلبة، وحقق أحلامه وطموحاته بالتعب والجهد والإصرار، وعمل ليل نهار دون كلل أو ملل.

بدأ عمله من الصفر، بل من تحت الصفر إذا صح التعبير، لم يرثِ المال من الآباء والأجداد، بل اكتسب العلم والمعرفة بأسلوبه الراقي والمتواضع واجتهاده، فطوّر نفسه بنفسه، وأثبت أن النجاح يصنعه إنسان مؤمن.. إنسان لم يتقبل الفشل ووضع النجاح نصب عينيه.

لم يخجل يومًا من ماضيه الصعب والمتواضع، وهو الأمر الذي تكرر عند عرض الفيلم التسجيلي في الاحتفالية، ونشر صورًا لنفسه وعائلته وهم في مرحلة البداية، وهي أمور يتعفف مَن يعتبرون أنفسهم من الكبار عن مجرد ذكرها.. والحقيقة أنه وعائلته كانوا حينها كبارًا.. ولكنهم كبار في صمودهم، يحملون قلوبًا كالقلاع لا تسقط أبدًا.

ولذلك، ليس من المستغرب، بعد أن وصل للقمة، أن تجده حريصًا على المساهمة في أعمال الخير لخدمة أبناء الدلتا، فجامعة الدلتا تستقبل وتعالج يوميًا أكثر من 400 حالة بالمجان.

كل التحية والتقدير للدكتور محمد ربيع.. الذي ناضل بصمت.. ووصل للقمة.. وأثبت أنه من الرجال النادرين والمميزين الذين صنعوا المعجزات بالإرادة والإصرار والتفوق.. ورغم ذلك لم ينسَ يومًا وطنه ومجتمعه.. ولم ينسَ أيضًا الفقراء والبسطاء.

«شكرًا د.محمد ربيع»

—-

«أيام في الزنزانة»

العدد المقبل

أضف تعليق

P