«إخوان».. «الإخوان» أشّر على الوطن من «الإخوان»!! (2-2)

قلنا أن المراجعات الفكرية، التى أجرتها الأجهزة الأمنية، مع “الجماعة الإسلامية” و”تنظيم الجهاد” نجحت، وبذلك استطاعت الدولة، تحييد التيار المتطرف ووقف العنف، وشق كثيراً منهم طريقه فى الحياة، ولكن هذة الفترة لم تدوم لكثيراً منهم، فكان هناك كثيرين فى السجون، أخرجتهم نكبة يناير ٢٠١١.. وكما نجحت الدولة فى “المراجعات الفكرية”، فقد نجح “خيرت الشاطر” و(ملياراته)، فى عمل “مراجعات فكرية” من “نوع آخر” لهؤلاء أعادتهم لسابق عهدهم، فقام بإستقطاب “رؤوس جُهال” من “الجماعة الإسلامية”، و”تنظيم الجهاد” الذي حلهُ الشيخ “نبيل نعيم” عام 2006 بعد إختراقه بفكر التكفير، ولأن (الطيور على أشكالها تقعُ) فرغم اختلاف المنهج، فقد انضم هؤلاء “التكفيريين” إلى “الإخوان” بكيانات جديدة “أحزاب” كلها تحت سيطرة “الشاطر” ويدفع لها إيجار المقرات، واستطاع أن يستخدمهم، فى “سيناء” ويختزنهم للعمل فى الداخل عند الضرورة، وحدث هذا التوافق رغم “التكفير” الذي كان يتعرض له “الإخوان” من هؤلاء فى السابق، ولكن استطاعت مليارات “الشاطر”، من تأليف قلوبهم وتحويل قبلتهم.

وصدق قول النبي ﷺ في حديث طويل: (يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي الرجل مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل).. حتى أن “أيمن الظواهري” الذي كتب في “الإخوان” كتابة التكفيري (الحصاد المر).. رق قلبه إليهم، وظن أن مصر فى طريق السقوط، وسيعود إليها قائداً!!، فأهدى للإخوان شقيقه محمد الظواهري كى يدير المعارك، بعد أن تسلم الاخير من “الشاطر” 25 مليون دولار و(خمسة تليفون محمول ولاب توب، سجل عليها أسماء تنظيمه)، فى أغبى مشهد رأته التنظيمات المسلحة فى الدنيا، من يوم خلق الله البشرية حتى قيام الساعة، لأنه وبمجرد القبض على “محمد الظواهري” و(تليفوناته)، أصبحت أسماء كل التنظيم بيد الأمن، ووفر عليهم جهوداً مضنية، ما كانوا يصلوا لكل التنظيم أبداً بغير “محمد الظواهري”، وقد سمعت من الشيخ “نبيل نعيم” بأذني أن الذي أرشد الأمن عليه فى أحداث المقطم “أيمن الظواهري” نفسه!!، ولم يقتصراً الغباء على “الظواهري” الاخ فقط، بل امتد لكل من توهموا أن انضمامهم “للإخوان” هو “باسبور” نجاه، وخاب ظن “الإخوان” أن هؤلاء المشردين، سيكونون الدرع الواقي لهم “لتخويف” الدولة، وقد بنوا على هذا الآمال، وأقام “مرسي” الولائم، وفي ذكري “نصر أكتوبر” كان الحضور.. قتلة “السادات”!!

وتتعجب عندما تري جماعة مثل “الإخوان” سبقت كل التنظيمات المعاصرة و(كما يقولون هم) تجمع صفوة المجتمع من النقابات والجامعات والمعاهد، ثم تجدهم سذج بُلهاء، عقيمى الفكر، عُمى البصائر والأبصار.. وجاءوا ليحكموا “مصر” التى عد التاريخ حكمها بعدل “خلافة”، والجماعة تسيرها الأهواء والمطامع، خدمهم فى ذلك موائمات مع نظامى “السادات” و”مبارك”، وتعتبر الجماعة الوحيدة فى تيارالإسلام السياسي التي تسير على خط مستقيم لا تطور ولا تغير، إلا من “شعاراتها” فقط، وحسب مقتضيات المرحلة، وحسب الدور الجديد الموكل إليهم من الخارج، ولذلك عندما تنجح التنظيمات فهم يفشلون، وعندما تتحد التنظيمات فهم ينقسمون، وعندما تحقق التنظيمات مكاسب وواقعاً جديداً على الأرض فهم يخسرون، حتى ساروا ثلاث فرق (كل حزب بما لديهم فرحون) والواقع أن دعواتهم المتواصلة للتظاهر بمناسبة وبدون، هو تشتيت وسخط من الله عليهم، وسيملّ الناس من كذبهم، وسينسلخ عنهم الأتباع، كما انفضت الحشود، وبعد الفشل الذريع الذي مُنيت به كتائبهم، وانكشفت عورتهم أمام الدنيا فى مؤتمر (المناخ)، ففتح الله على مصر أبواب الخير.. وأجزم أن الاخطر من “الإخوان”.. أولئك الذين اُسميهم “إخوان – الإخوان” الذين يعيشون بيننا، لا هم منا ولا من “الإخوان” ولكن يطبقون أفعال “الإخوان” بحذافيرها، وهم يوم معنا، وأيام ضدنا إن اعطيناهم رضوا وإن منعناهم سخطوا.. إنهم أصحاب المصالح الذين يتاجرون بالدين لتحقيق مصالحهم، وهم الأخطر.

وبعد أن أخزى الله “الكتائب” فى الحشد للنزول يوم 11 نوفمبر، نسمع من يدندن الآن، ويقول الشعب فاض بيه ومعذور لو قام بكذا أو كذا، وكأني أراهم يوجهون لذلك!!، فتستغل “الكتائب” كلامهم المسموم، وتروج له وتستدل به على سوء الموقف فى بلد تُفتتح فيه كل يوم مشروعات عملاقة بحجم دول، ولم يذكروا شيئاً عن الدول الكبرى التى تعانى أزمات طاحنة.

ومازالت نغمة “الكتائب”.. إذا كان يوم 11/11 قد فشل فيمكننا النزول يوم آخر قادم، ولكن نزلت عليهم صاعقة السماء، من لقاء الرئيس “السيسي” مع الرئيس “أردوغان”، والذي يبحث فيها الأخير عن مصالحة الشخصية، بعد تكالب المعارضة عليه، وأصبح كرسي “العرش العثماني” على كف “عفريت” والذي من أجله يبيع كل شئ، وإرضاء “لمصر” أخرج “الحاوى” التركي من جرابه ملفات “الإخوان” وعملياتهم القذرة، ولكن “الكتائب” أخذت نفسّها بعودة ‘التوتر”، بعد رد “مصر” على تركيا، أن العلاقات والاتفاقات مع “اليونان” مستمرة لن تتغير، وزاد على ذلك ترسيم “الحدود الغربية” لمصر، ولكننا نعلم أن “أردوغان” لن يزيد أكثر من أن يمضغ “لسانه”!!، وسيترك حكومة “الدبيبة” الليبية غير الشرعية لمصيرهم!!، ولن يحدث منه أى رد فعل حتى تنتهى الانتخابات، ونقول.. تعظيم سلام للقيادة السياسية فى مصر لاختيار هذا التوقيت، لترسيم الحدود الغربية والإبقاء على اتفاقياتنا مع اليونان (هو كلام رجال) و(ضربة معلم).

أضف تعليق