قبل نحو أسبوعين على انطلاق كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال، بدأت فرق عملٍ، تشرفُ عليها وزارة الرياضة، تطويرَ مدينة الملك سعود الرياضية في مدينة الباحة وملعب كرة القدم الرئيس فيها، الذي يستقبل مواجهتين من مرحلة المجموعات في البطولة.
وبقرارٍ من الاتحادين العربي والسعودي لكرة القدم، اختيرت الباحة بين المدن المضيفة للكأس، جنبًا إلى جنب مع الطائف وأبها وخميس مشيط.
والباحة، التي يعني اسمُها ساحة أو فناء الدار، منطقةٌ ومدينةٌ ومصيفٌ ومعقلٌ للغابات والحدائق والقرى والقلاع القديمة. وهي “حديقة الحجاز”، كما يصفها محبّوها والمولعون بطبيعتها وتضاريسها، نسبةً إلى وقوعها على سلسلة جبال الحجاز. وهي أيضا “درّة المرتفعات” و”جوهرة الجنوب”، في أوصافٍ أخرى، ومصدرُ سلّة متنوعة من الفواكه والمزروعات يصل إنتاجها إلى كافة أنحاء السعودية، حاملًا الرمان والعنب والمانجو مع الريحان والكادي والعرعر.
وعلاوةً على الطبيعة الخلّابة، تمتاز المنطقة باعتدال طقسها طوال الصيف ومشهد الضباب المتداخل مع قمم المرتفعات الجبلية الخضراء.
وبدءًا من الجمعة الماضي، بدأت فرقٌ تنفيذ أعمالٍ تطويريةٍ داخل مدينة الملك سعود الرياضية في الباحة.
ووفق مصادر “الرياضية”، تنتهي هذه الأعمال قبل انطلاق كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال، في 27 يوليو الجاري، وتأتي ضمن التحسين الدوري للمنشآت الرياضية الذي تنفّذه وزارة الرياضة.
ويشمل التطوير، كما تُبّيِن المصادر ذاتها، إضافة ممرات دخول جديدة للجمهور بطول 230 مترًا وعرض 7 أمتار، وإيجاد هوية جديدة للبوابة الخارجية للمدينة الرياضية، ودهان المدرجات تحت المقاعد باللون الرصاصي، وفتح بوابتي دخول جديدتين، وتحسين حالة مواقف السيارات الخارجية.
وستطوّر فرق العمل نظامَ الصوت للملعب الرئيس، وستغيّر لوحات المدينة بما في ذلك لوحة واجهة الملعب، كما ستغطي مدخل المركز الإعلامي بالعشب الاصطناعي.
في الإطار ذاته، تشمل عملية التحسين تطوير أرصفة يمين ويسار الطريق المؤدي إلى الملعب وتحويض الأشجار الواقعة عليه.
ويعود تأسيس المدينة الرياضية إلى 1989، قبل نحو 34 عامًا، واحتضن ملعبها الرئيس 15 مباراةٍ من دوري “روشن” السعودي خلال موسم 2020ـ2021، عندما كان فريق العين، أحد ممثلي رياضة المنطقة، جزءًا من المسابقة
5 آلاف.. أقصى استيعاب
تستوعب مدرجات ملعب مدينة الملك سعود بن عبد العزيز الرياضية في الباحة نحو 5 آلاف متفرّج، حسبما ذكرت لـ “الرياضية” مصادر خاصة.
ويخلو الملعب من مدرّجٍ في جهة الواجهة، وتتوزّع مقاعده بين المدرّج المقابل، الذي يحتوي على منطقة المنصّة، وامتدادين له في اتجاه المرميين. وأغلب المقاعد في جهة المنصّة، نظرًا لمحدودية الامتدادين، ارتفاعًا وعرضًا.
وتكتسي المدرجات باللونين الأصفر والأزرق، اللذين يميزان أطقم نادي العين الواقع في المنطقة. ويفصل سور حديدي مفرَّغ بين المدرّجات والمستطيل الأخضر، المغطّى بالعشب الطبيعي.
المطار.. داخلي وقريبا دولي
يخدم مطار الملك سعود بن عبد العزيز ، الواقع في محافظة العقيق، سكّان وزوار منطقة الباحة.
ويعود إنشاء المطار، الداخلي، إلى عام 1983م، فيما يستهدف مشروعٌ لتطويرِه تحويلَه إلى مطارٍ دولي، يستوعب 7 رحلات جوية في الساعة الواحدة. وينشئ المشروع صالة سفرٍ جديدة، تتسع لمليون شخص، وسيُنفَّذ على مساحة نحو 23 ألف متر مربع.
ويبعُد المطار نحو 54 كيلومترًا عن مدينة الباحة، وتقدَّر مساحته بـ 4 آلاف و858 متر مربع.
بيت الشباب.. وفرع «الرياضة»
تطلُّ مدينة الملك سعود بن عبد العزيز الرياضية على طريق العقيق بين مدينة الباحة ومحافظة العقيق، وتشغَل مساحة 446 ألفًا و400 متر مربع، تضم ملعب كرة القدم الرئيس وباقي المرافق.
ويقع مبنى مكتب وزارة الرياضة في المنطقة داخل المدينة الرياضية، التي تحتوي أيضًا على صالة رياضية مغطّاة، وملعب كرة قدم رديف، ومبنى لسكن الرياضيين، ومقرًا لبيوت الشباب، ومجموعة أخرى من الملاعب الخارجية.
ومن مرافق المنشأة مسجدٌ، ومسبحٌ، وساحة خارجية مخصصة لبيوت الشباب، ومبنى غرف تبديل ملابس ملحق بالملعب الرديف، وحديقة. وتبعد المدينة الرياضية نحو 13 كيلو مترًا عن قلب مدينة الباحة.
5 أندية.. من السراة إلى المخواة
تُمثِّل 5 أنديةٍ منطقة الباحة رياضيًا، أقدمُها نادٍ يحمل اسم المنطقة، وكان اسمه السراة سابقًا، وأحدثُها المخواة.
وأشهر أندية المنطقة هو العين، كونه قارع أندية دوري روشن السعودي موسم 2020ـ2021، قبل أن يعود سريعًا إلى الدرجة الأولى.
وتأسس العين عام 1978، وتغيّر اسمه من العميد إلى اسمه الحالي عام 2014.
وقبل ظهوره بعامين، تأسس نادي السراة، أقدم أندية المنطقة، الذي غيّر اسمه لاحقًا إلى الباحة.
بينما يعود تأسيس نادي الحجاز، أحد ممثلي المنطقة، إلى عام 1980. وظهر نادي قلوة، المنتمي أيضًا إلى المنطقة، عام 2015. أما أحدث أنديتها فهو المخواة، الذي تأسس قبل نحو عامين فقط.
وينشط ناديا الباحة والمخواة في دوري الدرجة الرابعة لكرة القدم، التي هبط إليها أخيرًا الحجاز. وهبط قلوة، أخيرًا، من الدرجة الثانية إلى الثالثة. في حين ينتمي العين إلى دوري “يلو” لأندية الدرجة الأولى للمحترفين.
تكافؤ الفرص يفرض المدينة الرياضية
يحتضن ملعب مدينة الملك سعود الرياضية في الباحة اثنتين فقط من مباريات كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال، التي تنطلق أواخر يوليو الجاري.
تنتمي المباراتان إلى الجولة الثالثة من دور المجموعات. وتجمعان بين الترجي والصفاقسي التونسيين في 2 أغسطس المقبل، والشباب السعودي والاتحاد المنستيري التونسي في <sup>3</sup> أغسطس.
وللحفاظ على تكافؤ الفرص، تُلعَب مواجهتا الجولة الثالثة، لكل مجموعةٍ من الأربعة، في آنٍ واحد.
نتيجةً لذلك، تنتقل الفرق التونسية الثلاثة والشباب من الطائف، مقر المجموعتين الأولى والثالثة، إلى الباحة.
ويستضيف ملعب مدينة الملك فهد الرياضية في الحوية بالطائف كافة مباريات المجموعتين باستثناء هاتين المواجهتين.
سياحة خضراء.. وقلاع أثرية
تفرض سياحة الطبيعة نفسها في منطقة الباحة، التي تشتمل على قائمةٍ طويلةٍ من الغابات والحدائق والمرتفعات الجبلية ومناطق الأودية والشلّالات.
ولا يغيب عنها الطابع الأثري، الذي يجسّده متحف الباحة، وقلعة الملد، وقرية ذي عين التراثية، أحد أشهر وجهات السياحة فيها، وقلعة الظفير.
ومن أكثر وجهات الباحة رواجًا غابة غدران، ومنتزه جبل شدا الأعلى، وغابة خيرة، وحديقة الأمير حسام بن سعود، ومزرعة الزيتونة السياحية، وغابة الزرايب.
كذلك، تحتوي الباحة على عددٍ من المجمّعات التجارية، من أشهرها “الغنيم مول”.
الضيوف.. بين الفنادق والمزارع
توفّر مدينة الباحة دائرةً واسعةً من خيارات السكن أمام زوّارها، تشمل الفنادق والشاليهات والمزارع والفيلّات والشقق المفروشة.
ومن أشهر فنادق المدينة “سويس سبيريت” و”الفالح” و”أبات بارك”.
وخلال فترة الصيف، يبدأ سعر الغرفة، في فئة الفنادق هذه، من 1000 ريالٍ وأكثر لليلة الواحدة، ويزيد حسب حجم وفئة الغرفة ذاتها.
ويقلّ السعر عن الألف في فنادق أخرى، مثل “سكاي بلو” و”ترند” و”رهوان بالاس”.
وتكثُر، في المدينة، المنتجعاتُ السكنية، والشاليهات، والمزارع، وبنايات الشقق المفروشة.
«دغابيس» و«فتّة» يتصدران المائدة المحليّة
تحافظ مائدة أهل الباحة على أطباقها الشعبية المتوارثة من جيلٍ إلى آخر والمعتمدة، في معظمها، على العجين والسمن والعسل فضلًا عن المرق واللحوم والخضروات.
ولا تنقطع عن هذه المائدة، العامرة بتنوّع الأصناف، أطباقٌ مثل الدغابيس والعصيدة والفتة والمعرق. وعادةً ما تُقدّّم هذه الأكلات المحليّة وبجوارها التمر والفواكه والشاي بالنعناع.
المصدر arriyadiyah com