الذهب العربي.. عقدة نصراوية من العاصمة إلى دمشق والجزائر

في البرتغال تؤمن جماهير نادي بنفيكا بما أشتهر عندهم بـ«لعنة جوتمان» والتي ظلت تلازم الفريق الأحمر منذ قرابة الـ61 عامًا حين أقسم المدرب المجري بيلا جوتمان الذي قاد الفريق البرتغالي إلى تحقيق لقبي دوري أبطال أوروبا عامي 1961 و1962 بأن بنفيكا لن يفوز بأي لقب أوروبي لمدة 100 عام، لكن في السعودية لا يحتاج النصراويون إلى جوتمان آخر يقسم بأنهم لن يحققوا أي لقب عربي طوال تاريخ ناديهم.
ومنذ تأسيسه ظل نادي النصر يلاحق اللقب العربي بدءا من مشاركته الأولى في موسم 1991 حين ودع البطولة من نصف النهائي بعد خسارته من أمام الأولمبيك البيضاوي الغربي بركلات الترجيح في البطولة التي استضافها مدينة دبي الإماراتية، عاد بعدها في عام 1995 واستضاف البطولة في الرياض لكنه ودعها أيضا من نصف النهائي أمام غريمه التقليدي الهلال بركلات الترجيح أيضا.
بعد 5 أعوام لاحت فرصة الثأر أمام النصر من الأزرق الذي نظم بطولة كأس الكؤوس العربية في الرياض وتواجه الفريقان عبر النهائي الذي آلت نتيجته للأزرق مجددا بهدف ذهبي من ركلة جزاء أحرزها عبدالله الجمعان واحتسبها المغربي الراحل سعيد بلقولة الذي أدار تلك المواجهة الشهيرة وظلت تلك النسخة عالقة في أذهاب أنصار قطبي العاصمة.
وهناك، في دمشق العاصمة السورية ظن المدرج الأصفر أن الوقت قد حان من أجل حصد اللقب العربي الأول بعد أن تصدر النصر مجموعته في بطولة النخبة العربية بفارق الأهداف وبات يحتاج إلى الانتصار في المباراة الأخيرة أمام الجيش السوري المستضيف الذي في حال انتصاره أيضًا سيحقق اللقب وبينما كانت المباراة تتجه إلى التعادل الإيجابي 2-2 منح جمال الغندور الحكم المصري الدولي السابق النصر ركلة جزاء أضاعها محترفه البرازيلي حينها رينالدو دوس سانتوس بعد أن تصدى لها محمد البيروتي حارس الجيش السوري، وأطاح بالحلم النصراوي كسر العقدة وتوج الهلال باللقب العربي.
في الذكرة النصراوية هناك جروح لا تندمل ولا تبرى مع مرور الزمن وكانت خسارة لقب بطولة النخبة أحد تلك الجروح التي لن تنساها مدرجات الأصفر العاصمي والتي تركت ندبات في قلوب محبيه تأتي على أثر جروح حفرت أخاديدها، ثم اندملت؛ لكنّها تركت أثرًا بارزًا يدغدغ المشاعر الأليمة ويوقظها، بين الفينة والأخرى.
في عام 2006 عاد النصر إلى البطولة العربية المسماة حينها دوري أبطال العرب بجيل جديد من الشبان تحت قيادة سعد الحارثي الذي لم يشهدوا سيناريو دمشق قبل 5 أعوام لكن الحال لم يتغير كثيرًا وودع النصر البطولة من ربع النهائي أمام الوحدات الأردني، وفي العام التالي أيضا ودع البطولة من ربع النهائي.
7 أعوام أخرى ويعود النصر إلى المحفل العربي مجددًا ويغادره من ربع النهائي أمام العربي الكويتي، ويكرر المشاركة في نسخة البطولة العربية للأندية 2016-2017 التي ودعها من الدور الأول وكانت أسوأ مشاركاته، وكان آخر ظهور عربي له في كأس زايد للأندية الأبطال 2018، ولم تكن بأفضل من سابقاتها إذ ودعها من ربع النهائي أمام مولودية الجزائر.
بعد 33 عامًا يحمل الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو حلم الجيل النصراوي الجديد الذي لم يلحق الكثير منه بأيام مطاردة فريقه العقود الأخيرة للقب العربي وخيبات الآمل الكبيرة والسيناريوهات التاريخية التي رافقت تلك الرحلة، لكنهم يحلمون أن تبدأ حقبة جديدة مع الدون البرتغالي مليئة بالألقاب وخالية من العُقدن الأمر الذي عجز عنه ماجد عبدالله وبقية الرفاق.

المصدر arriyadiyah com

أضف تعليق