كاراسكو.. الفتى المتيم بوالدته.. والمتبرئ من والده

يقول المهاتما غاندي الزعيم الهندي الشهير: «لن تعرف الشخص المُهم الذي لا غنى عنه في حياتك، حتى تفقده فعلياً»، وهذ ما ينطبق على البلجيكي يانيك كاراسكو لاعب فريق الشباب الأول لكرة القدم الجديد الذي عاش حياته بعيدًا عن أبيه الذي تخلى عنه وعن شقيقه الصغير في عمر مبكر جدًا وترك مهمة الاعتناء به على والدته التي يدين لها بالكثير ما جعله في الأخير يتبرأ من اسم والده ويزيله من اسمه الرسمي.
في بلدة فيلفورد ‏البلجيكية التي يلقب سكانها بأكلة الخيول لأن لحم الحصان هو الطعام المفضل في بلدتهم ولد يانيك فيريرا كاراسكو في الرابع من شهر سبتمبر عام 1993 من أب برتغالي وأم إسبانية.
عانى الطفل الصغير في بداية حياته من فقدان الأب بعد أن هجر والده المنزل في سنين طفولته الأولى وتولت والدته كارمن مهمة تربيته مع شقيقه الأصغر يقول يانيك عن تلك المرحلة: «والدتي مهمة جدًا بالنسبة لي، لقد كانت متأكدة دائمًا من أني سأكون لاعبا دوليا مع بلجيكا، أنا مدين بكل ما أملك تقريبًا لأمي، لم ألتق والدي منذ خمسة عشر عاماً، لقد كان الأمر صعبًا للغاية عليها، كأم عازبة كان عليها تربية أطفالها، لكنها أعطتني كل فرصة لأكون لاعب كرة قدم، أنا ممتن لها إلى الأبد، إنها كل شيء بالنسبة لي».
قرر يانيك التخلي عن اسم والده بعد أن كان لقبه الأصلي فيريرا كاراسكو، لقد أسقط رسميًا اسم والده فيريرا تعبيرًا منه عن شعوره بالخذلان من والده الذي ترك العائلة عندما كان يانيك لا يزال صغيرًا جدًا.
عملت والدة يانيك في العديد من الوظائف من أجل إعالة صغارها واضطرت إلى السكن بأحد الأحياء الفقيرة في المدينة من أجل تأمين نفقة أطفالها وإيجاد مصدر دخل يؤمن لهم لقمة العيش.
أدركت الأم في سن مبكرة شغف ابنها بكرة القدم وسمحت له بترك مقاعد الدراسة ومغادرة مسقط رأسه فيلفورد متجها إلى بروكسل العاصمة البلجيكية من أجل الالتحاق بأكاديمية الصغار في نادي جينك البلجيكي وكان ضمن رفاقه في تلك المرحلة كيفن دي بروين قائد المنتخب البلجيكي وفريق مانشستر سيتي الإنجليزي.
فارق الطفل الصغير والدته بعد التحاقه بأكاديمية جنك بعد أن عاش في عاصمة بلاده مع عائلة مضيفة من أجل تحقيق حلمه باحتراف كرة القدم الذي أصبح حقيقة بعد انتقاله في سن السادسة عشر إلى موناكو الفرنسي.
كانت أعين العجوز الإيطالي كلاوديو رانيري تلمح موهبة الفتى البلجيكي الذي كان حينها يلعب مع الفريق الرديف للنادي الفرنسي وأستعان به في بعض المباريات، ولكن في الموسم التالي وبعد قدوم ليوناردو جارديم ورحيل العديد من النجوم صعد كاراسكو إلى الفريق الأول بشكل رسمي والذي كان يضم نخبة من النجوم الكبار حينها أمثال البرتغالي برناردو سيلفا والكولمبي رادميل فالكاو ومواطنه جيمس رودريجيز، وجواو موتينيو، وديميتار برباتوف.
لم ينتظر الشاب البليجكي كثيرًا حتى بات أحد النجوم في كتيبة الفرنسي ليوناردو جارديم ويلفت أنظار كبار القارة العجوز ويقرر أن يختار العودة إلى إسبانيا موطن والدته ويرتدي قميص أتلتيكو مدريد.
كانت والدة كاراسكو من أكبر المناصرين المتعصبين للعملاق الإسباني ريال مدريد، ولكن بعد أن شاهدت ابنها يرتدي قميص الغريم التقليدي لفريقها في المدينة قررت الانحياز إلى جانب والدها والانتقال إلى مدرج الهنود الحمر.
تقول والدة كاراسكو عن تشجيع أتلتيكو: «لقد ذهبت إلى البرنابيو عدة مرات، والجميع يعرف ذلك، سيكون من الغريب الجلوس في مدرجات ملعب «فيسنتي كالديرون» -ملعب أتلتيكو مدريد القديم قبل بناء ملعب سيفيتاس متروبوليتانو الجديد-، لكنني داعمة أولاً وقبل كل شيء لابني، لذا الآن سأشجع أتلتيكو حتى الموت».
في الرياض ستكون كارمن كاراسكو أكثر سعادة حين ترى فتاها الصغير يلعب بجانب العديد من نجوم العالم في الدوري السعودي ويقود الليث الأبيض إلى منافسة نصر رونالدو وهلال نيمار واتحاد بنزيما والبقية.

المصدر arriyadiyah com

أضف تعليق