بيليه.. 5 مباريات منحت «الجوهرة السمراء» شهرة «البيتلز» و«كلاي»

كان أسطورة كرة القدم البرازيلية الراحل بيليه بمثابة “الثعلب” داخل “الصندوق” (منطقة الجزاء)، وقد تفوق في كم الأهداف التي أحرزها عبر مسيرته، وفي جودتها، وخلف سجلا مذهلا جعله ضمن أعظم من مارس اللعبة.

ومن اللقطات المصورة النادرة لبيليه خلال ذروة تألقه كلاعب، واحدة تظهر مدى براعة اللاعب الذي لمع نجمه منذ كان مراهقا في أواخر الخمسينات وحافظ على بريقه على الساحة العالمية لنحو 15 عاما، حيث أظهرت مهارة بيليه في التقدم الهجومي وحسم الهجمات.

وذاع صيت بيليه عالميا مثل فرقة الروك البريطانية “البيتلز”، والملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي، وشكل نبأ وفاته مساء أمس الخميس عن عمر 82 هزة قوية في عالم الرياضة، وكرة القدم على نحو خاص.

وتحدث من رأوا بيليه «الجوهرة السمراء» في الملاعب أنه ارتقى بكرة القدم إلى مستويات جديدة، وتسبب في ألام لخطوط دفاع الفرق المنافسة حيث واصل تحقيق رقم قياسي تلو الآخر خلال مسيرته الاحترافية.

وفيما يلي خمس من المباريات التي ألقت الضوء بشكل كبير على روعة الأسطورة بيليه:

– المباراة التي انتهت بفوز البرازيل على فرنسا 5 / 2 في الدور قبل النهائي لمونديال 1958:

لم تعد كأس العالم كما كانت عليه قبل تتويج بيليه مع المنتخب البرازيلي باللقب في السويد، عندما كان عمره 17 عاما.

وسجل بيليه ثلاثية (هاتريك) في المباراة أمام فرنسا في المربع الذهبي، هدفين من مسافة قريبة من المرمى، بينما كان الهدف الثالث مذهلا.

وتلقى بيليه الكرة عند حدود منطقة الجزاءء ثم سددها بقوة من مسافة الـ 18 ياردة لتجد طريقها إلى الشباك أسفل الزاوية اليسرى من المرمى.

وكانت هذه الأولى من سبع ثلاثيات سجلها بيليه للمنتخب البرازيلي، والتي قادت “راقصو السامبا” للنهائي.

– المباراة النهائية لمونديال 1958 التي انتهت بفوز البرازيل على السويد 5 / 2:

بعد الأداء البطولي في مباراة المربع الذهبي، بات من المؤكد أن مستقبلا باهرا ينتظر بيليه.

ورغم أن فافا سجل الهدفين الأول والثاني للبرازيل في المباراة النهائية ليتقدم الفريق على نظيره السويدي 2 / 1، ظلت تلك المباراة عالقة في الأذهاب بسبب الهجمة المذهلة التي عزز من خلالها بيليه تقدم البرازيل بالهدف الثالث حيث مرر الكرة من فوق مدافع داخل منطقة الجزاء ثم سدددها في مرمى الحارس كالي سفينسون.

وأصبح بيليه آنذاك أصغر لاعب يسجل في نهائي المونديال، حيث كان عمره 17 عاما و249 يوما، وقد واصل تألقه ليضيف الهدف الثاني في المباراة التي انتهت بفوز البرازيل على السويد 5 / 2.

وكان الفرنسي جوست فونتين توج هدافا لتلك النسخة من المونديال برصيد 13 هدفا لكن بيليه حظي بالنصيب الأكبر من الثناء بعدما قاد البرازيل للتتويج بالمونديال، للمرة الأولى.

– مباراة إياب نهائي كأس إنتركونتيننتال 1962 التي انتهت بفوز سانتوس البرازيلي على بنفيكا البرتغالي 5 / 2:

كانت الإصابة حرمت بيليه من لعب دور كبير في حفاظ المنتخب البرازيلي على لقب كأس العالم في نسخة 1962، لكنه نجح خلال ثلاثة أشهر فقط، وبالتحديد في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر 1962، أن يبهر العالم في منافسات أخرى.

وسجل بيليه ثنائية قاد بها سانتوس إلى للفوز على بنفيكا 3 / 2 في ذهاب نهائي كأس إنتركونتيننتال الذي يجمع بين بطل كأس الليبرتادوريس وبطل الكأس الأوروبية.

وادخر بيليه أفضل ما لديه لمباراة الإياب، حيث سجل ثلاثية (هاتريك) في شباك بنفيكا الذي عانى دفاعه بشكل كبير من مراوغات بيليه وسرعته وقوته. وعلى الجانب الآخر، لم يتمكن الأسطورة أوزيبيو من مجاراة النجم البرازيلي.

وانتهت المباراة بفوز سانتوس 5 / 2 وقد أثنى كوستا بيريرا، حارس مرمى بنفيكا حينذاك، على بيليه وقال إن ما تحقق كان من جانب “شخص لم يولد على نفس الكوكب الذي ولدنا عليه.”

وقال زميله أنتونيو سيممويس في تصريحات لصحيفة “سول” البرتغالية هذا العام: “حتى اليوم، عندما يسألني الناس عن أفضل لاعب رأيته في حياتي كلها، أجيب بأنه بيليه. لم أشهد أحدا يفعل ما كان يفعله هو. كنت منبهرا. كان بنفيكا أفضل فريق في أوروبا. لكن سانتوس كان الأفضل في العالم”.

– مباراة إياب كأس روكا 1963 التي انتهت بفوز البرازيل على الأرجنتين 5 / 2:

سجل بيليه ثلاثية (هاتريك) أخرى لتحافظ البرازيل على الكأس في ريو دي جانيرو.

وجمعت هذه المباراة بين منتخبي البرازيل والأرجنتين، وفاز المنتخب الأرجنتيني في نسخة 1963 بنتيجة 3 / 2 في مباراة الذهاب في ساو باولو لكن المنتخب البرازيلي فاز إيابا إثر ثلاثية بيليه.

وذكرت تقارير أن مباراة الغياب التي أقيمت على ملعب ماراكانا شهدت حضور نحو 130 ألف مشجع، وسجل بيليه ثلاثة أهداف من بينها هدفان من ضربتي جزاء.

وجاء ذلك بعد ستة أعوام من تسجيل بيليه ظهوره الأول مع المنتخب البرازيلي عبر مواجهة الأرجنتين في كأس روكا، وقد حافظ بيليه، وهو في أوائل العشرينيات من عمره، على مكانته كأبرز نجوم المنتخب البرازيلي المتوج بالمونديال مرتين متتاليتين.

– مباراة نهائي مونديال 1970 التي انتهت بفوز البرازيل على إيطاليا 4 / 1

كانت الإصابة قد حرمت بيليه من وضع بصمة في مونديال 1966 في إنجلترا، لكنه عاد للمشاركة في كأس العالم في نسخة 1970 عاقدا العزم على مساعدة منتخب بلاده في استعادة اللقب.

ونجح بيليه في افتتاح التسجيل للمنتخب البرازيلي في المباراة النهائية أمام إيطاليا على ملعب “أزتيكا” في المكسيك.

وحقق المنتخب البرازيلي الفوز في جميع مبارياته بتلك النسخة، ومن بينها مباراته أمام إنجلترا حاملة اللقب حينذاك في دور المجموعات.

وبعد أن سجل هدف التقدم، صنع بيليه الهدف الثالث الذي سجله جايرزينهو، كما ساعد كارلوس ألبرتو بيريرا في تسجيل الهدف الرابع للمنتخب الذي أنهى المباراة فائزا 4 / 1 ليتوج عن جدارة باللقب للمرة الثالثة في تاريخه.

أضف تعليق