هل كرر محمد صلاح سيناريو الشاذلي في أمم إفريقيا؟

لم يكن محمد صلاح، جناح المنتخب الوطني وأسطورة ليفربول الإنجليزي، النجم المصري الوحيد الذي يغادر صفوف الفراعنة في غمار منافسات كأس الأمم الإفريقية، كما حدث في الساعات الأخيرة قبل مباراة المنتخب الوطني والرأس الأخضر “كاب فيردي” في النسخة الحالية من المونديال الإفريقي، بدعوي التأهيل والعلاج من الإصابة التي ألمت بصلاح خلال مباراة غانا في الجولة الثانية من عمر منافسات مرحلة المجموعات.

ويسجل تاريخ الفراعنة في الحدث القاري المرموق والعريق واقعة مشابهة منذ نصف قرن وتحديدا في نسخة الكان بالقاهرة عام 1974، بطلها حسن الشاذلي مهاجم وهداف مصر والترسانة الذي كاد أن يتحول إلى أسطورة كروية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ففي وقت كانت القاهرة قبلة كاميرات العالم بعد انتصارات أكتوبر بستة أشهر، حشد الألمانيان ديتمار كرامر وبوركارد بابي، مدربا منتخب مصر، القوة الضاربة لأصحاب الأرض، صفوة نجوم الكرة المصرية والإفريقية.. حشد من الأسلحة التهديفية الخطيرة الممثلة في حسن شحاتة وفاروق جعفر وطه بصري وجمال عبد العظيم وعلي أبوجريشة وعلي خليل، مع حسن الشاذلي قائد المنتخب الوطني ومنصة الصواريخ وصاحب كل ماهو قياسي ومشرف وجميل في أمم إفريقيا.

سارت الأمور بشكل جيد بفوز الفراعنة علي أوناش أوغندا بهدفين مقابل هدف في المواجهة الافتتاحية، ثم تغلبت مصر علي رصاصات زامبيا بثلاثة أهداف مقابل هدف، قبل تحقيق العلامة الكاملة بإلحاق الهزيمة بأفيال كوت ديفوار بهدفين دون رد، لحسن الشاذلي وعلي خليل.

ثم جاءت الصدمة!!.. الشاذلي يفاجيء بابي وكرامر في أروقة أحد الفنادق _ المطل على النيل بحي العجوزة _ باعتذاره عن استكمال البطولة، لأنه يستعد لحفل زواجه!!.

الغريب أن الثنائي الألماني وافق دون أية أزمات، وتسلحا ببعض المبررات، أبرزها تخمة الهدافين والثقة الشديدة في التتويج باللقب القاري، وجاء رد فعل الشارع الكروي هادئا.

ولكن تلقي الملايين صدمة الخروج من نصف النهائي بالخسارة الشهيرة علي ستاد القاهرة أمام زائير “الكونغو الديموقراطية” بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بعد أن كان المنتخب الوطني متقدما 2/1، ويكتفي الفراعنة بالمركز الثالث والميدالية البرونزية بالفوز على الكونغو برازافيل بأربعة أهداف دون رد.

أضف تعليق