أحد أبرز اللاعبين الذين ارتدوا قميص نادي الهلال، وحققوا معه عدد كبير من البطولات المحلية والقارية، كما أنه سجل اسمه مع الفريق العاصمي، الذي حقق فضية مونديال الأندية 2022، في إنجاز هو الأول على مستوى الكرة السعودية.
الكوري الجنوبي جانج هيون سو يتحدث عن فترة احترافه في النادي العاصمي، وعن اختياره الرياض لعلاج مرضه السرطاني، كما تطرق إلى انتقاله إلى الغرافة وطموحه معهم.
نرحب بك عبر صحيفة «الرياضية»، كيف تصف تجربتك في الغرافة القطري، وطموحاتك خلال هذه التجربة؟
أولًا، أهلًا بجماهير الهلال، وأن كل شيء على ما يرام، هذا التحدي بالنسبة لي كبير، لأني حينما عدت إلى أرض الميدان، عدت وهذا الفريق يمتلك الفرص للقتال على الدوري والفوز به، نحن الآن في المركز الثالث، ولكننا نستطيع خطف الصدارة. أنا سعيد وفخور بانضمامي إلى هذا النادي، صاحب التاريخ العريق، وأتمنى أن أصنع التاريخ مع الغرافة. وسعيد بكل ما يدور حول النادي من لاعبين، مدربين، وجهاز إداري، وآمل أن نفوز بالدوري هذا العام.
كيف تصف لنا الفترة التي قضيتها مع معاناتك الصحية؟
كان وقتًا عصيبًا، لأني اضطررت إلى أن أودع لاعبي الهلال وإدارته، لكن هذه هي الحياة. ولا نعلم ماذا تخبئ الحياة لنا، وكان من الصعب تقبل ما حدث، ولكن المهم أنني بخير، وجسدي بخير، وذهني أيضًا، وعائلتي سعيدة، ولهذا أنا سعيد. وحتى في ظل الظرف الصحي، لقد كان العلاج صعبًا، وأنا أفتقد الجميع هناك في الهلال، أفتقد اللاعبين، والرئيس فهد، والجميع، لكن هذه هي الحياة.
حدثنا عن الدعم الذي حظيت به من النادي وزملائك اللاعبين، حتى بعد نهاية عقدك مع الهلال؟
لقد قدم لي الهلال كل شيء، لقد قدموا لي التفاصيل الصغيرة والكبيرة، واللاعبون لم يتوقفوا عن إرسال الرسائل، مثل: «جانج، دائمًا نحن معك.. نحن خلفك».. لقد كانوا عائلتي، أنا سعيد من أجل ذلك.. لقد بكيت بسبب ما قدموه، فما مررت به كان صادمًا، ومن ساعدني على تجاوز هذه الصدمة كان النادي، الإدارة، اللاعبين، وعائلتي.. يمكنني أن أقول حقًا إن الهلال هو عائلتي.
لماذا قررت العلاج في الرياض على الرغم من وجود العديد من مراكز علاج الأورام السرطانية حول العالم؟
لأنه وطني، والرياض مدينتي، وحدث ذلك بفضل النادي، تحديدًا الرئيس فهد بن نافل وإدارته، لقد ساعدوني بذلك، لكني أعدّ الرياض مدينتي، فلمَ أغادرها؟
كيف تقبلت قرار الرحيل من نادي الهلال؟
شعرت بالحزن العارم، لكن كما قلت لك، هذه هي الحياة.. مثلما توجد اللحظات الجيدة، فاللحظات السيئة موجودة أيضًا.. لقد فزت بكل شيء تقريبًا مع الهلال، كل بطولة شاركنا فيها تقريبًا، لكن حان الوقت لأقول وداعًا، هذه هي الحياة، ولا يمكنني أن أغير شيئًا في هذه الحالة.
كيف تقيم تجربتك في نادي الهلال؟
أتيت إلى بلد مختلف بعادات وتقاليد مختلفة، لكني قبل أن آتي إلى الهلال، لم أحقق أي بطولة في مسيرتي.. وأول بطولة حققتها كانت مع الهلال في 2019، حينما حققنا دوري أبطال آسيا.. فزت بعدها بسبع أو ثماني بطولات أخرى، وخسرت ثلاث نهائيات، ولعبت في كأس العالم للأندية.. لم أتخيل أنني سأحقق هذا الكم في هذه الفترة القصيرة، لكني حققت هذا مع الهلال، لأنه نادٍ كبير، ولديهم شغفٌ كبير للفوز بكل بطولة. وهذا الشغف تعلمته منهم.
ما أفضل مباراة لعبتها في مسيرتك الرياضية؟
دعني أقول لقائي أوراوا في 2019.
أفضل مدافع لعبت بجانبه؟
سأختار لاعبين، الأول علي البليهي، والثاني الياباني ساتو.
كيف ترى التناغم بينك وبين علي البليهي؟
أنا أحب كل واحد في الهلال، لكن علي مختلف.. لعبت معه أربعة أعوام.. علي في قلبي.. أنا كنت أتواصل معه يوميًا، لأننا رغبنا أن نطور أنفسنا وأسلوبنا يوميًا، وكنت أتأكد مما يرغب به، ويتأكد بما أرغب به، وبسبب هذا التواصل، نمت علاقتنا، وبعدها أصبحنا نتحدث عن العائلة، الحياة، وكل شيء.. لا يمكنني وصف مشاعري تجاهه فهو شخص مميز بالنسبة لي.
كيف ترى وضع الهلال الفني الحالي، خاصة خط الدفاع الحالي مع علي البليهي وكوليبالي؟
كوليبالي وعلي هما الأفضل، استقبلا 9 أهداف فقط. أنا أشاهد كل مباريات الهلال، وسعيد بما يقدمه الفريق، وعلي مدافع كبير، وكوليبالي مدافع كبير أيضًا.
من سيحقق لقب الدوري؟
الهلال بالطبع. لقد فازوا بعشرين مباراة على التوالي، وأعتقد أنهم سيحققون 5-6 انتصارات أخرى على التوالي، ولن يوقفهم أحد. وسأكون سعيدًا برؤية الهلال يحقق اللقب.
صف لنا أجواء التأهل إلى نهائي كأس العالم للأندية على الرغم من الترشيحات الضئيلة للهلال في تلك البطولة بصورةٍ عامة؟
أتذكر قبل ذهابنا إلى كأس العالم، أننا خسرنا في كأس السوبر ضد الفيحاء، وكانت صدمة كبيرة علينا، لكن الهلال هو الوحيد الذي يستطيع كسر التوقعات، بسبب قدرة الفريق على تجاوز الصدمات. هذا الأمر ليس بالسهل، كان علينا أن نغير عقليتنا في يوم واحد فقط، وهذا أمر صعب، لكننا قمنا بذلك. أول لقاء لعبناه ضد 50-60 ألف مشجع، وجماهيرنا كانت أقل من 5 آلاف في ذلك اليوم، ولكننا فزنا. ومع فلامينجو، استفدنا من الخبرة السابقة ضدهم، وفزنا 3-1. امتلكنا الخبرة الكافية بالطريقة التي تساعدنا على الفوز، وقمنا بأداء جيد، لم يكن سهلًا، لكن الهلال فقط من يستطيع القيام بمثل هذا الأمر. ضد ريال مدريد لعبنا النهائي، وحتى مع خسارتنا، إلا أنني فخور للغاية بهذا الفريق، وكل لاعب فيه.
كيف ترى حظوظ منتخب بلادك، كوريا الجنوبية. ومنتخب البلاد التي تلعب فيها وتستضيف البطولة، وهو المنتخب القطري، إضافة إلى المنتخب السعودي؟
كوريا، قطر، السعودية، إيران، وأستراليا منتخبات جيدة ومرشحة للقب، وفي أمم آسيا توجد منتخبات جيدة، ويصعب توقع الفائز. لكني لا أتمنى أن تواجه السعودية كوريا أو قطر، أو أي منهما يواجه الآخر، لأني أتمنى أن يحقق أحدها الكأس.
كلمتك الأخيرة في هذا اللقاء؟
شكرًا لمجيئكم إلى هنا، شعرت بأن أحد أبناء بلدي زارني، وأنا سعيدٌ للغاية لزيارتكم. ولقد سمحت لي بفرصة توجيه كلمات لجماهير الهلال، وما أود قوله لجماهيره، لاعبيه، وإدارته، إنني كنت سعيدًا بأعوامي الأربعة في الهلال، وفخور بتمثيلي لهذا النادي. الجماهير تشكرني وتدعمني كثيرًا، تنتقدني أحيانًا، وهذا طبيعي، لقد أعطيتموني كل شيء، لذا شكرًا لكم يا جماهير الهلال، ولنادي الهلال، ولكم أيضًا.
المصدر arriyadiyah com