تربيطات وقوائم سوداء وتزوير فاضح في الانتخابات الإخوانية

في مسلسل التراشق بالاتهامات المتبادلة بين “الإخوان” المتصارعين على المناصب والمكاسب، يبدأ العام الجديد 2023 بتسريب صوتي فاضح يُحَطّم شعارات التنظيم الإرهابي الكاذبة ويكشف زيف ادعاءات الالتزام بالشورى والمؤسسية في اختيار القيادات واتخاذ القرارات المهمة والحاسمة، ويرسم التسريب صورة لمهازل الفساد والإفساد في اختيار وتصعيد أعضاء الجماعة إلى المناصب القيادية في المكاتب الإدارية القائمة على التربيطات والقوائم السوداء والبيضاء والنتائج المتفق عليها مُسبقًا لإقصاء المتمردين على قواعد السمع والطاعة والمغضوب عليهم “أولاد البطة السوداء”، وفتح الأبواب على مصاريعها أمام المقربين وشركاء المنافع للتكويش على خزائن وثروات الجماعة المنهوبة.

التسريب الجديد يتضمن تكليفات صادرة لأعضاء مجموعة “إبراهيم منير”، تفرض عليهم الالتزام باختيار أسماء محددة لهم مسبقًا قُبيل التصويت في انتخابات المكتب الإداري التابع للتنظيم الإخواني المصري بالدولة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية، وكتب الإخواني إبراهيم فاروق رسالة عبر “الفيس بوك” في الثاني من يناير تكشف أن صاحب الصوت الذي يظهر في التسريب هو القيادي (أ. ف)، الذي كان يرشق آذان التابعين الخاضعين له بإملاءات لا مفر منها، ويقول ويحذر: “إوعى حد يشوف معاك الورقة.. حذاري حد يَخُدها منك.. الناس بتقولك أدخل و أعطي صوتك لفلان وعلان، بدون ما حد يشعر، بحذرك وبنبهك للمرة التانية، إوعى حد يشوف الورقة اللي فيها الأسماء، حاول تتعامل بجمال ولُطف، حذاري حد يشوف الورقة على تليفونك!!”.

واعتبر الإخواني الهارب إبراهيم فاروق أن الرسالة الصوتية إثبات ودليل قاطع يفضح التربيطات وعمليات التزوير التي أصبحت وسيلة شرعية يُعمَلُ بها في الانتخابات الداخلية، وقال: “جاءت النتيجة بمكتب إداري مَعيب.. مكتب مُزَيَّف.. مكتب مُزَوَّر.. مكتب جاء بطريقة غير شرعية.. مكتب جاء بكَسرِ الأعراف والابتعاد عن القِيَم والأخلاق والأصول”. وأضاف: “تكونت في الخارج في أكثر من قُطر مكاتب إدارية بهذه الطريقة الفاسدة شرعًا وعُرفًا وقانونًا وأخلاقًا وهذا ثابت ومُوَثَّق”، وتابع قائلًا: “بل هناك لجان أقامت تحقيقًا في بعض البلدان بالخارج وأثبتت تزويرًا لا شك فيه”، وأشار الإخواني الهارب إلى أن عمليات التزوير بدأت من انتخابات ما يُسمى “الشُعَب والمناطق” حتى وصل الفساد إلى اختيار أعضاء المكتب الإداري وكبار القيادات. ويتدخل القيادي الإخواني (أ. ح) داعمًا لما يتردد من اتهامات، ويؤكد أنه شاهد حالتين من حالات التزوير في انتخابات إحدى الشُعب الإخوانية وتم التحقيق فيهما “بدون أي إجراء”، وقال: “هذا التسجيل وغيره أرسلناه إلى لجنة الطعون والمسئولين عندهم ولم يلتفتوا له”.

وحول ردود فعل قيادات الجماعة ورموزها بعد الكشف عن مهزلة التربيطات والقوائم السوداء، زعم الإخواني إبراهيم فاروق أنهم تحدثوا عن “تزوير الانتخابات” أمام القيادي محيي الزايط في جمعٍ من “الإخوان”، وعلى رأسهم إبراهيم منير، ومحمد البحيري، وحلمي الجزار ومحمود الإبياري.. .وغيرهم، وقال: “قلنا يا دكتور محيي هناك تزوير وتربيط وفساد أخلاقي في الانتخابات فهل هذا يصح؟!”، فأجاب بالحرف الواحد: “مَحَدّش يكلمني عن الأخلاق فنحن في معركة.. !!”.

وعلى الجانب اﻵخر في جبهة “فلول إبراهيم منير”، جاء الرد سريعًا بتسريب معلومات تكشف استيلاء قيادي إخواني على مبلغ ثلاثمائة وخمسين ألف جنيه مصري كانت مُخبأة داخل مقر إحدى الشركات في مصر، واختلق القيادي الهارب قصة خيالية أبلغ بها الجميع وزعم أن قوات الأمن اقتحمت مقر الشركة واستولت على تلك الأموال في ليلة القبض على القيادي الإخواني محمد عبد الرحمن المرسي، عضو مكتب الإرشاد في شهر فبراير من العام 2017، وقد تمكن القيادي الإخواني المُختلس من إقناع قيادات التنظيم المصري في الخارج بأكذوبة الاقتحام الوهمي، وزعم أن هذا المبلغ استولت عليه القوة الأمنية ولم يتم إثباته في أوراق أي قضية، ثم جاءت المفاجأة الصادمة للجميع وتلقت قيادات الجماعة معلومات موثقة تؤكد أن حكاية اقتحام مقر الشركة مُختلقة ولا أساس لها من الصحة!!

وفي محاولة مُتسرعة للرد على الشتائم واللعنات الإخوانية التي تستهدفه شخصيًا، أعاد الإرهابي إبراهيم فاروق حديثه المُتكرر حول استوديو التسجيلات الصوتية الذي كان يمتلكه في عاصمة دولة خليجية، وزعم في منشور عبر “الفيس بوك” أن أموال ونفقات التأسيس والإنتاج الصوتي لا صلة لها بأموال الجماعة، واستعان الإخواني الهارب بفيديوهات تحمل أسماء وصور “الإخوان” المشاركين في إنتاج أعماله ليثبت أن الاستوديو قدم العديد من الأعمال النافعة لجماعته واستخدمه أعضاء التنظيم في إنتاج العديد من الأعمال الفنية، وبعد دقائق استيقظ على عشرات الاتصالات التي تتهمه بتعريض أمن أعضاء الجماعة الواردة أسماؤهم في الفيديوهات القديمة للخطر، واعتبروا أن تصرفه المتسرع يلحق أضرارًا بالغة بأعضاء وقيادات التنظيم الإخواني المصري في الدولة الخليجية.

وننتظر المزيد والمزيد من فواصل التراشق بالاتهامات المتبادلة بين أصحاب شعار “لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء”.. وللحديث بقية.

أضف تعليق