إلغاء النيش وحجرة الأطفال والعبايات.. «يسر ولا تعسر» مبادرات لتيسير الزواج بالقرى

دشن أهالي قرية صفط النور التابعة لمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، مبادرة تحت مسمي “يسر ولا تعسر” لتيسير الزواج، وتسهيلا على الشباب والفتيات عقب ارتفاع أسعار الذهب واحتياجات الزواج التي أصبحت تفوق قدرات الشباب.
عقد أهالي القرية اجتماعا موسعا داخل المسجد الكبير بالقرية ضم عددا كبيرا وممثلين عن جميع العائلات بالقرية لتخفيف العبء عن أهالي العروسين، ومنع المغالاة في المهور، وإلغاء العادات والتقاليد المكلفة والتي تُحَمِّل أسرة العروسين أعباء مالية شديدة وزائدة، وذلك بحضور عدد كبير من أهالي القرية وشبابها الذين أبدوا إعجابهم الشديد بالمبادرة مطالبون بتفعيلها على أرض الواقع لتيسير الحلال ومنع الحرام بسبب صعوبة الزواج لكثرة مطالب أسرة العروس.
وتضمنت المبادرة إلغاء حفل تكاليف قراءة الفاتحة، واقتصار العزومة على أهالي منزل العروسين فقط، وان يكون الذهب 30 جراما فقط وإلغاء توزيع العيش علي أهالي القرية قبل الزفاف وإلغاء عمل البسكوت للعروسين وإلغاء مبلغ العبايات للعروسة، والاقتصاد في أطقم لبس العروسة، ومؤخر الصداق يحدد قيمته، الاقتصاد في واجب الضيافة عند العروسين “الغداء” وأن يكون الجهاز غرفة نوم وغرفة للجلوس فقط والغاء حجرة الأطفال والنيش، وقاعة الأفراح غير مشروطة، توقيع غرامة 20 ألف جنية لمن يثبت تداوله للمخدرات في الأفراح.
وقال الشيخ محمود علي عبد الحليم، إمام وخطيب مسجد بالقرية وأحد مؤسسي المبادرة،
أن أهالي القرية فكروا معًا في إطلاق مبادرة “يسر ولا تعسر” لتيسير الزواج خصوصًا بعد ارتفاع أسعار الذهب، وزيادة عدد الغارمات بسبب تكاليف الزواج، وارتفاع نسبة العنوسة، ولتيسير الحلال قائلا: “من يسَّر حلالا عسَّر حرامًا، ومن عسَّر حرامًا يسَّر حلالا”، لذلك رأى الجميع أنه لا بد من إطلاق تلك المبادرة وتفعيلها وتوعية الفتيات والأسر بها. مضيفا أن ما يحدث من الأهالي من مغالاة في تكاليف زواج بناتهن شيء غير مستحب، ويعرِّض بعضهن إلى الهلاك بسبب كثرة الديوان من أجل التباهي أمام العامة، يحمِّلون أنفسهم فوق طاقتها من ديون.. مشيرًا إلى أن الكثير من الأمهات يتعرضن للتعثر في سداد ما قمن به من تجهيز بناتهن للزواج، ولا يستطعن رد هذه الديون فيصبحن في هلاك ومهددات بالسجن.
أما الشيخ شعبان الأحمر، أمام وخطيب مسجد بالقرية، فيقول إن روح الإسلام تعبر عن عدم المغالاة في المهور، وأشار إلى أن الدليل الأقوى على عدم جواز المغالاة في المهور هو النهي الصريح عن التبذير والإسراف في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) حتى إن السفيه يُحجر عليه، وفي هذا الإطار نستطيع أن نقول إن المهر إذا تجاوزَ الحد المعقول الذي هو متداول بين الناس عُدَّ في باب التبذير، ولا يُستند للآية:(وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا) التي سِيقت في سياق المبالغة.
يذكر أن قرية “صفط النور” قامت بمبادرة رمضان الماضي بعمل أكبر مائدة إفطار جماعي لأهالي القرية، ضمت أكثر من ألف شخص، تعبيرًا عن تلاحمهم وتضامنهم ونبذ الشقاق خلال رمضان، واجتمعت العائلات نساءا ورجالا وشبابا وأطفالا على مائدة إفطار واحدة في شوارع القرية. حيث قاموا بذبح عجل كبير وإعداد مطبخ داخل منزل لطهى الطعام من الفاصوليا والأرز واللحم وإعداد المشروبات المثلجة، وقام شباب القرية بإعداد المائِدة، التى ضمت 60 كنبة ومنضدة.
كما دشنت عددا من القري ببعض المراكز شملت ببا وإهناسيا حملات لتيسير الزواج والامتناع عن التكاليف الباهظة التي تبدء من قراءة الفاتحة «الخطوبة» وحتى إتمام مرحلة الزواج والتي كانت تقترب من المليون جنيه مصاريف زواج لكل شاب ووثق عدد من القائمين علي هذه المبادرات بكتابة عدد من البنود المتفق عليها ووضع غرامة مالية تقرب من ٣٠ ألف جنيه تطبق على المخالف وتوضع في بيت المال لمساعدة العرائس اليتيمات.

أضف تعليق